الأكيد أن الكل يتذكر جيدا تفاصيل المكالمة الشهيرة التي سقط فيها بوق كابرانات الجزائر "حفيظ دراجي"، في فخ الفضيحة، عقب استدراجه في الكلام من قبل الناشطة السورية "ميسون بيرقدار"، التي تقمصت دور مسؤولة في ديوان الرئيس الفار "بشار الأسد"، وكيف وظف كل قواميس التملق والتزلف ظنا منه أنه سيحظى بإكرامية من هذا الجلاد، تماما كما يحصل عليها من قبل نظام بلاده، نظير أدواره الخبيثة التي يلعبها على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي (الفيديو).

اليوم، وبعد أن تنحى "بشار" عن الحكم وفر خارج سوريا، عاد "دراجي" ليتلون بألوان "الحرباء"، محاولا بذلك كسب ود السوريين المنعتقين من قبضة هذا الجلاد، معلنا تنكره لمن كال له بالأمس القريب كل عبارات التملق والنفاق.. ناسيا أو بالأحرى متناسيا أنه ونظام بلاده المارق كانا معا أكبر داعمين لحمام الدم الذي اقترفه الرئيس السوري على امتداد عقود من الزمن. 

دراجي دونما درة استحياء، نشر تدوينة جديدة عبر حسابه الخاص على منصة (X)، جاء فيها: "فليسقط الأسد ولا تسقط سوريا.. وليسقط النظام ولا تسقط الدولة"، قبل أن يتابع قائلا: "دعواتنا للسوريين بمستقبل أفضل بلا دم ولا دموع، ولا حقد ولا إنتقام، في كنف الحرية والديمقراطية والوحدة الترابية، بعيدا عن التشتت والفتن أو الصراعات الطائفية والتدخلات الأجنبية".

ومنذ فرار الجلاد "بشار"، يحاول "دراجي" تقمص دور المنافح عن حقوق السوريين والمساند لثورتهم التي أسقطت هذا النظام الذي نفذ في حق الشعب السوري سلسلة لا حصرها من جرائم التنكيل والتعذيب والأسر في السجون.. غير أن كل ذلك لم يشفع له أبدا، حيث لم تنطلي حيله على المنعمين بربيع الحرية.