الكمال قد يكون عدوك.. كيف يؤثر السعي للتفوق على صحتك النفسية؟

0 تعليق ارسل طباعة

السبت 16 نوفمبر 2024 | 12:55 مساءً

علاج القلق الوظيفى العالى

ريم العتيبى

القلق الوظيفي العالى هو نوع من القلق الذي يعاني منه الأفراد الذين يسعون جاهدين لتحقيق مستوى عالٍ من التفوق في حياتهم المهنية، لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة مستمرة مع مشاعر التوتر والشعور بعدم الارتقاء إلى المستوى المطلوب.

اضطراب القلق العام 

 على الرغم من أنه ليس تشخيصاً رسمياً، يُعتبر هذا النوع من القلق جزءاً من اضطراب القلق العام، ويؤثر بشكل خاص على الأشخاص الذين يتمتعون بطموحات كبيرة ويسعون نحو الكمال.

غالباً ما يرتبط القلق الوظيفي العالي بالأشخاص الذين يسعون لتحقيق الكمال في كل جانب من جوانب حياتهم، فهؤلاء الأشخاص يسعون دوماً لإثبات أنهم يملكون السيطرة على حياتهم، وغالباً ما يكون لديهم وظائف ناجحة وإنجازات ملموسة، إلا أن هذا النجاح الخارجي يتناقض مع الشعور الداخلي المستمر بالشك الذاتي والإحساس بالعجز أمام التحديات اليومية.

أعراض القلق الوظيفى

وتوضح الدكتورة نيهة تشودري، الطبيبة النفسية في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد، أن هؤلاء الأفراد قد يبدو عليهم التفوق في حياتهم المهنية والاجتماعية، لكنهم يعانون داخلياً من أعراض شائعة للقلق مثل التململ، الأرق، والإرهاق النفسي، قد يكون لديهم الكثير من الأصدقاء والعلاقات الاجتماعية القوية، لكن مشاعر القلق المفرط لا تفارقهم.

كيف يظهر القلق الوظيفي العالي؟

يظهر القلق الوظيفي العالي بعدة طرق قد تكون مرهقة للغاية للأفراد، ففي كثير من الأحيان، يشعر الأشخاص المصابون بهذا النوع من القلق بالذنب إذا أخذوا فترات راحة، ويجدون صعوبة في التباطؤ أو أخذ إجازة، ينتابهم شعور مستمر بأنهم يجب أن يحققوا الكمال في كل مهمة، حتى وإن كانت صغيرة، غالباً ما يقاومون تفويض المهام إلى الآخرين، معتقدين أنهم الوحيدون القادرون على إنجاز الأمور كما يجب.

علاج القلق الوظيفي العالي

1. منح نفسك بعض الراحة

أول خطوة في معالجة القلق الشديد هي أن تسمح لنفسك بالراحة وتقبل حقيقة أن كل شيء لا يمكن إنجازه في يوم واحد، فقط تعلم كيفية تحديد اللحظات التي يرتفع فيها مستوى القلق، وأخذ فترات استراحة سواء من العمل أو من الأنشطة الاجتماعية.

2. التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء

من المفيد إدخال تقنيات التنفس العميق في روتينك اليومي، يمكن تطبيق طريقة التنفس الحجابي، التي تتضمن الشهيق لمدة 4 ثوانٍ، ثم حبس النفس لمدة 4 ثوانٍ، وأخيراً الزفير لمدة 4 ثوانٍ. هذه التقنية تساهم في تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف التوتر.

3. تغذية الدماغ بشكل سليم

تؤثر التغذية السليمة بشكل كبير في تقليل التوتر، ينصح بتناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وفيتامين ب 12، وفيتامين د، والمغنيسيوم مثل التوت، المكسرات، والأسماك. 

4. تخصيص وقت للراحة والأنشطة المحببة

من الضروري تخصيص 30 دقيقة على الأقل يومياً لممارسة الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، مثل المشي أو الاستماع إلى الموسيقى أو التحدث مع صديق. 

5. تعلم التفويض والقول 'لا'

يعد تعلم تفويض المهام لآخرين جزءاً أساسياً في التعامل مع القلق الوظيفي، عندما تتعلم كيف تقول 'لا' عند الحاجة، ستتمكن من تخصيص وقت أكبر لرعاية نفسك والانخراط في الأنشطة التي تجلب لك السعادة.

6. العلاج بالكلام

العلاج بالكلام هو أحد الأساليب الفعالة للتعامل مع القلق، حيث يساعد الأفراد على إعادة صياغة أفكارهم السلبية وتحويل آليات التأقلم التي قد تغذي قلقهم. من خلال التحدث مع مختص، يمكن للأشخاص تعلم كيفية التعامل مع ضغوط الحياة بشكل أكثر إيجابية. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق