من وحي فكر السيد نصر الله(2).. القائد العروبي وناصر قضايا الأمة

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من وحي فكر السيد نصر الله(2).. القائد العروبي وناصر قضايا الأمة, اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:29 مساءً

ذوالفقار ضاهر

لم تغيب قضايا الامة العربية عن فكر ونهج ومسيرة حياة وجهاد سيد شهداء الامة الشهيد السيد حسن نصر الله(قده) فهو الذي ضحى بنفسه وروحه وولده وأغلى رفاق دربه وخيرة شباب حزب الله الذي كان على رأس قيادته لأكثر من 32 عاما، فداء لأهم قضية مركزية للامة العربية والاسلامية ألا وهي القضية الفلسطينية، فالسيد نصر الله أبى إلا ان يواجه حزب الله العدو الاسرائيلي دعما لغزة وشعبها ومقاومتها شهيدا كبيرا على طريق القدس.

ولا شك ان قضية فلسطين أخذت الكثير من الجهد والتضحيات من المقاومة التي كان يقودها السيد نصر الله، وهو طالما صدح بصوته المدوي ان حزب الله لن يتخلى عن فلسطين وأهلها ولن يقف إلا الى جانب الحق وانه لن يعترف بكيان العدو الاسرائيلي، ولو تخلى العالم كله بمن فيهم بعض العرب خاصة الانظمة عن هذه القضية والحقوق الواضحة والجلية المسلوبة للشعب الفلسطيني.

وبالسياق، قال رئيس “جمعية الصداقة الفلسطسنية الإيرانية” الدكتور محمد البحيصي إن”السيد الشهيد حسن نصر الله هو فلسطيني بقدر ما هو لبناني وعربي وإسلامي، وقد نشأ على حب فلسطين وأسس مع إخوانه حزبا مجاهدا مدافعا عن فلسطين والقدس”.

لكن هل السيد نصر الله اهتم بفكره وانشغل بجهاده بالقضية الفلسطينية فقط عن بقية الحقوق العربية أم ان هذا القائد اهتم بمختلف حقوق الامة بما يرتبط بشعوبها ودولها؟ ألم يقف هذا القائد الاستثنائي دعما لكثير من الدول العربية أمام المؤامرات الصهيونية والاميركية التي حيكت لها؟ ألم يهتم بشؤون الشعب العربي من المحيط الى الخليج؟ من يخفى عليه دفاع السيد نصر الله وحزب الله عن العراق بمواجهة العدوان والاحتلال الاميركي منذ العام 2003 ومن ثم تأييد ودعم المقاومة العراقية بمختلف فصائلها ضد الاحتلال، ناهيك عن دعم حقوق الشعوب العربية بالتحرر لا سيما شعب البحرين بمواجهة التعسف والظلم والتخلي الذي كان يتعرض له من قبل الكثير من العرب والمسلمين ومن يرفعون رايات حقوق الانسان والديمقراطية في هذا العالم.

كما ان السيد نصر الله ناصر سوريا بمواجهة الحرب الكونية ضدها وكل المخططات التي رُسمت لها منذ العام 2011، وما تبعه من دخول حزب الله بالحرب هناك دفاعا عن وحدة سوريا وحمايتها بمواجهة الجماعات التكفيرية الارهابية صنيعة واشنطن والغرب وبعض الانظمة العرب، حتى قدّمت المقاومة الاسلامية خيرة شبابها والكثير من قادتها دفاعا عن سوريا وشعبها العروبي.

وحول ذلك قال الباحث والكاتب في العلاقات الاستراتيجية الدكتور طالب ابراهيم إن “السيد نصر الله جاء في لحظة تاريخية لمجابهة العدو الاسرائيلي واستطاع ان يدمج بشكل واقعي عملي بين التيار الاسلامي المقاوم وبين التيارات القومية العربية، وحيث وجد عرب شرفاء كان رمزهم السيد الشهيد القائد حسن نصر الله”.

وبوضوح تام دافع الشهيد السيد نصر الله عن حقوق الشعب اليمني بالحرية والسيادة ورفضا للعدوان الذي شُن عليه بإدارة وإشراف اميركي معلن وواضح، كما دافع وأيد السيد نصر الله حقوق الشعوب العربية بمختلف أطيافها وطالب بحريتها ورفع الظلم عنها، والمتتبع لكلمات السيد الشهيد رحمه الله ومشاركاته في الفعاليات المختلفة يدرك انه كان متابعا بشكل متواصل للقضايا العربية ولم يفوّت مناسبة إلا وتكلم بها انطلاقا من قاعدة وجوب الاهتمام بشؤون الامة والمسلمين، وبالتالي يمكن تسجيل مقتطفات مما تناوله السيد الشهيد حول هذه المسائل.

وفي كلمة له يوم 16-2-2021 تناول السيد الشهيد قضية الشعب البحريني وثورته المحقة حيث قال “..نحن ‏الآن في الذكرى السنوية العاشرة، هذا الشعب الذي إنطلق بإنتفاضته بقيادة علمائه الصادقين ‏والمخلصين، وفي مقدمهم سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم، هذا الشعب المظلوم ‏خَرج لِيطالب بحقوقه الطبيعية، ولِيعبر عن مطالبه بالأساليب السلمية والراقية، ودفع في سبيل ذلك ‏حتى الآن وتحمل الكثير من التضحيات الجسام، من شهداء وجرحى وآلاف السجناءوالمعتقلين من ‏علمائه ورموزه وقادته وشبابه ونسائه، وهو يُناضل اليوم، ما زال يُناضل، واليوم لديه صوتٌ ‏مرتفع أيضاً إضافةَ إلى ذلك من أجل إعادة البحرين إلى موقعها الطبيعي في الأمة، بعد أن حولها ‏حكامها المستبدون والفاسدون إلى قاعدة للتطبيع مع العدو الصهيوني، وللتآمر على القضية ‏الفلسطينية ومقدسات الأمة، لهذا الشعب العزيز والصابر والمجاهد، والذي يُواصل طريقه بثبات ‏وعزيمة، كل التحية والدعاء والمساندة والتأييد..”.

وعن اهتمام السيد نصر الله بقضايا الشعب البحريني، قال مدير المكتب السياسي لـ”إئتلاف 14 فبراير” الدكتور إبراهيم العرادي إن”السيد نصر الله خريج المدرسة الولائية القرآنية الحسينية وابنها البار السائر على خط الامام الخميني والسيد موسى الصدر والامام الخامنئي، وهو المناصر لكل مستضعف في هذا العالم وهو المدافع عن قضايا الامة العربية”، وأكد ان “موقف السيد نصر الله من دعم الشعب البحريني كان موقفا تاريخيا وقضية شعب البحرين كانت حاضرة في كل ادبيات السيد الشهيد”.

كما اهتم السيد الشهيد بهموم وقضايا الشعب اليمني، وفي كلمة للسيد حسن نصر الله في مهرجان التضامن مع اليمن 17-4-2015 قال “… أولا هدفنا أن نعلن رفضنا وشجبنا وتنديدنا واستنكارنا وإدانتنا للعدوان السعودي الأميركي على اليمن وأهله وأن نعلن تأييدنا وتضامننا وتعاطفنا مع هذا الشعب النبيل والشريف والمظلوم. هذا هدف اللقاء”، وتابع “نحن نرى في تشخيصنا كمسيرة، كجماعة، كفئة، أن من واجبنا الإنساني والأخلاقي والجهادي والديني أن نتخذ هذا الموقف هذا تشخيصنا لأنفسنا وكل أبناء هذه الامة عليهم أن يراجعوا تكليفهم ومسؤوليتهم ويتخذوا الموقف الذي يرونه مناسبا”، واضاف “هذا الموقف، منذ اليوم الأول، أعلنّاه لله وليوم القيامة والآخرة ويوم الحساب، لا للتاريخ ولا للجغرافيا، فليكتب التاريخ ما يشاء، نحن قوم مسؤولون أمام الله وسنحاسب على الموقف، والمسؤولية في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة الكبرى التي لا تطال اليمن وحده بل المنطقة والأمة جمعاء”.

وحول اهتمام السيد الشهيد بقضايا اليمن، قال رئيس دائرة الشؤون الاعلامية والثقافية بمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية زيد الغرسي إنه “كان للسيد نصر الله ولحزب الله الدور الكبير في الامة في عدة مجالات، من ضمنها إعادة الروح المعنوية للأمة بالقدرة على الانتصار وقد استطاع السيد نصر الله ان ينتقل بالامة الى حالة إمكانية هزيمة العدو الاسرائيلي ومن خلفه أميركا”.

بدوره العراق كان حاضرا دائما في اهتمامات سيد شهداء الامة السيد حسن نصر الله، وقد برز ذلك في الكثير من المناسبات منها في كلمة له بالحفل الذي أقيم في السفارة الايرانية في بيروت يوم 8-2-2003 قبيل الغزو الاميركي للعراق حيث دعا سماحته الى “قراءة سياسية دقيقة وواعية تقوم على أساس أن الحرب الأميركية على العراق ليس هدفها إنقاذ الشعب العراقي ولا حماية الشعب الكويتي وليس هدفها فقط إزالة صدام حسين”، وشدد على أنه “لا يجوز لأحد أيا كان في هذا العالم أن يقدم أي عون للأميركيين حتى لو كان ضد صدام حسين، وأي عون للأميركيين ليس عونا على صدام حسين، هو عون على كل هذه الأمة وعون على فلسطين وانتفاضتها ولبنان وسوريا وكل دول العالم العربي والإسلامي”، واكد “رفض أي تعاون سياسي أو إعلامي أو غير ذلك مع القوات الأميركية الغازية“، ودعا “لمبادرة عربية أو الى مبادرة إسلامية، جامعة الدول العربية، منظمة المؤتمر الإسلامي، كيف يمكن أن نسحب ذرائع الحرب من الولايات المتحدة الأميركية ونلم صفوفنا”، ودعا “النظام العراقي والمعارضة العراقية الى مصالحة وطنية، الى طائف عراقي…”.

وحول اهتمام السيد بالشأن العراقي، قال رئيس مركز الاتحاد للدراسات الاستراتيجية الدكتور محمود الهاشمي هاشمي “كان للسيد الشهيد حسن نصر الله رمزية كبيرة في نفوس الامة العربية والاسلامية والشعب العراقي بشكل خاص نتيجة جهاده لأكثر من 30 عاما نصرة لفلسطين وامته”.

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق