كلمة سريعة بشأن وقف إطلاق النار في لبنان

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
كلمة سريعة بشأن وقف إطلاق النار في لبنان, اليوم الخميس 28 نوفمبر 2024 01:31 صباحاً

ابراهيم علوش

بمقدار ما كان لبنان جبــهة إسناد، لا يستطيع أحد في العالم أن يزايد على حزب الله أو بيئته الحاضنة في ما قدماه لغزة، ومنه قوافل إثر قوافل من الـشــهــداء، من أعلى الهرم القيادي، إلى مئات الكوادر والمــقــاومين، إلى آلاف المدنيين، إلى نزوح الملايين، إلى تدمير بلدات وأحياء بأكملها.

ومن لديه ما يقدمه أكثر مما قدمه الـحــزب، فليتفضل، وعلى الرحب والسعة، وهو ما سيكون مقدراً جداً بالتأكيد، لا في فلسطين فحسب، بل بين أحرار العرب والمسلمين والعالم.

وبمقدار ما أصبح جنوب لبنان جبــهة مواجهة رئيسة، أكثر اشتعالاً من غزة، فإن العدو الـصــهــيــوني عجز عن اجتياحه برياً، وفشل في تحقيق أهدافه عسكرياً، على الرغم من كل الضربات الأمنية التي تلقاها الــحــزب، والقصف الوحشي الذي تعرضت له بيئته الحاضنة وعموم لبنان.

في التحليل، لا يحمل اتفاق وقف إطلاق النار جديداً مختلفاً في المضمون عن القرار 1701، الذي عليه ما عليه طبعاً، لكن في الأثر الموضوعي يمكن القول إننا عدنا إلى النقطة التي كنا عندها عشية تموز 2006، وهذا يعني توازن القوى، فهي أقرب لهدنة إذاً، طويلة أو قصيرة، كما أشرت في مادة سابقة، لن يطمئن إليها، أو إلى استمرارها، لا العدوُ الـصـهــيــوني ولا حزب الله.

وهذا إذا ثبت الاتفاق أصلاً، ما دام العدو يعتبر أن من “حقه” تنفيذ عمليات في لبنان إذا رأى أن الاتفاق انتُهِك.

في مسألة فصل الجــبهات، لبنان عن غزة، لست ممن يبيعون أحدأً سمكاً في بحر، لكن الاتفاق جرى بين الدولة اللبنانية والكيان الـصـهــيــوني عبر وسيط أمريكي، مع اطلاع الــحــزب على مجرياته وموافقته على مخرجاته، بشرط التزام “إسرائيل”.

والحزب أدرى بظروفه الميدانية والأمنية، وأدرى بظروفه السياسية لبنانياً، وحتى شيعياً، وهذا حــزب لديه سجلٌ طويلٌ وعريقٌ وناصعٌ في مقارعة العدو الـصــهــيــوني، وفي دعم المـقـاومة، في فلسطين وفي غيرها، وفي ثبات موقفه السياسي. فلنمنحه حيزاً للمناورة إذاً لأن رصيده وأداءه وعطاءه منذ أكثر من 40 عاماً، وفي الجولة الأخيرة بالذات، يتطلب منا ذلك.

أما من يظن أن حزب الله تخلى عن غزة، فلا يعرف معنى الالتزام العقائدي. أضف إلى ذلك أن العدو الـصــهــيــوني أثبت مجدداً أنه يمثل خطراً جسيماً على لبنان، فهناك التزام وطني إلى جانب الالتزام العقائدي، وأن القصة لا تتعلق بفلسطين فحسب، بل بمواجهة الهيمنة الغربية في المنطقة، وهو مشروع محور المــقــاومة سياسياً.

بعد ذلك كله يجب التذكير أن دعم غزة بدأ قبل “طــوفـان الأقــصى”، واستمر خلاله، وسيستمر من بعده، وهذا عهد السيد حسن، الممهور بدمه، وعهد صفيه الهاشم، فمن الذي سينقضه من أبنائه يا ترى؟

الحديث لأنصار المــقـــاومة فقط: ما نزال في منتصف الشوط الأول..

المصدر: بريد الموقع

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق