نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 21-11-2024, اليوم الخميس 21 نوفمبر 2024 06:11 صباحاً
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 21-11-2024 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.
الاخبار:
أميركا تتحدّى العالم: لا لوقف الإبادة في غزة
كما كان متوقعاً، استخدمت الولايات المتحدة، أمس، منفردةً، وللمرة الخامسة، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، ضد مشروع قرار يطالب بوقف «فوري وغير مشروط ودائم» لإطلاق النار في غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية، بشكل كامل، من القطاع. جاء ذلك على الرغم من أنّ واشنطن «قاتلت» طوال الفترة الماضية، ليكون المشروع على «قياس» حليفتها إسرائيل، مجبرةً الدول العشر المنتخبة في المجلس، على تغيير «لهجة» المسوّدة، أكثر من مرة، قبل طرحها للتصويت. وإذ وجدت الدول المشار إليها نفسها مضطرّة إلى النزول عند بعض مطالب واشنطن، تخوفاً من أن تلجأ الأخيرة، مرة جديدة، إلى حق النقض لإسقاط القرار، فإنّ ما تقدّم لم يثنِ الولايات المتحدة، على ما يبدو، عن اتخاذ تلك الخطوة، فيما صوّتت بقية الدول الـ 14 لمصلحة المشروع.
وقوبل «الفيتو» الأميركي بردّ فعل عنيف من كل من الصين وروسيا و«حماس»، إذ دانت الأخيرة، في بيان، استخدام واشنطن لحق النقض، معتبرةً أنّ الولايات المتحدة تُثبت، مرة جديدة، أنّها «شريك مباشر في العدوان على شعبنا ومسؤولة عن حرب الإبادة»، وأنّ فعل النقض الأحدث هو «موقف عدائي يلغي إرادة المجتمع الدولي، ويعطي الغطاء لاستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي». ورأت «حركة الجهاد الإسلامي»، بدورها، أنّ خطوة واشنطن تؤكد أنها هي من «يدير حرب الإبادة بحق شعبنا». أما دولياً، فرأى مندوب الصين في مجلس الأمن أنّ الولايات المتحدة دمرت، بموقفها، «آمال أهالي غزة، فيما التاريخ لن ينسى كل ذلك»، بعدما «انتهكت إسرائيل كل الخطوط الحمر في القانون الدولي». وأردف المسؤول الصيني أنّ «الفيتو» الأميركي جاء على الرغم من أنّ 44 ألف شخص قتلوا في غزة. كما اتهم الولايات المتحدة بتزويد إسرائيل بالأسلحة، والبحث دائماً عن «مبررات لها»، على الرغم من اقتراب غزة من حافة المجاعة. وفي الاتجاه نفسه، لفت المندوب الروسي في المجلس إلى أنّ الولايات المتحدة «أوضحت، اليوم، أنها مسؤولة عن قتل عشرات المدنيين في غزة».
وبحسب موقع «الأمم المتحدة» الإلكتروني، فإنّ أولى ملامح القرار المشار إليه بدأت تظهر منذ منتصف الشهر الماضي، وتحديداً خلال المشاورات المغلقة التي انعقدت في 16 تشرين الأول، بشأن «الوضع في الشرق الأوسط»، بعدما طلبت الجزائر من غيانا، بصفتها منسق مجموعة الدول العشر الأوروبية لشهر تشرين الثاني، أن تُطلق مشاورات حول مسودة قرار جديدة حول الحرب في غزة. وعليه، وبالتشاور مع جميع أعضاء المجلس، تمّ التوصل إلى مسودة متكاملة، شكلت أساس القرار الذي صوّت عليه المجلس أمس. على أنّه بناءً على طلب من الولايات المتحدة وفرنسا واليابان، عُقدت، أول من أمس، مشاورات مغلقة جديدة لمناقشة المشروع، طالبت فيها الدول المشار إليها بـ«مشاركة أوسع في نصّه»، قبل التصويت عليه في اليوم التالي. وبطبيعة الحال، اعترضت واشنطن على مجموعة من التفاصيل التي تضمّنها النص، على رأسها وقف إطلاق النار «غير المشروط والدائم»، مطالبةً بجعله مشروطاً بإطلاق جميع الأسرى المحتجزين لدى «حماس». وعلى الرغم من أنّ مشروع القرار جاء على ذكر «الرهائن» في الفقرة التالية مباشرة، فإنّ الولايات المتحدة لم تكتفِ بذلك، مطالبةً بدمج الأمرين في جملة واحدة وواضحة. وهو ما رفضته، على ما يبدو، الدول العشر، التي اكتفت، خلال مشاورات الثلاثاء، باقتراح إدخال عبارة وبـ«التوازي مع إطلاق سراح الرهائن»، إلى الجملة المُطالبة بوقف إطلاق النار غير المشروط، اعتباراً منها أنّه لا يمكن فرض أي شروط على مطلب إنهاء القتال، نظراً إلى الأوضاع الصعبة في القطاع.
قوبل «الفيتو» الأميركي بردّ فعل عنيف من كل من الصين وروسيا و«حماس»
إلى ذلك، تطرّق القرار إلى قضية «الرهائن» الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في مقطعين منفصلين، نزولاً، على الأرجح، عند مطلب أميركي آخر، يدعو إلى «عدم المساواة بين الجانبين»، من خلال تناولهم في الفقرة نفسها. وفي أعقاب التصويت، قال روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة : «كما أوضحنا طوال المفاوضات، لا نستطيع دعم وقف إطلاق النار غير المشروط، الذي لا يؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن»، لافتاً إلى أنّ مثل ذلك القرار سيبعث بـ«رسالة خطيرة إلى (حماس)، مفادها أنّه ما من داعٍ للجلوس إلى طاولة المفاوضات». أمّا «المكسب» الأميركي الأكبر، فكان نجاح واشنطن في إجبار سائر الدول على إزالة النقطة المتعلقة بـ«الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تشير إلى أنّ «الوضع في قطاع غزة والتصعيد الإقليمي يشكلان تهديداً للسلم والأمن الدوليَين»، علماً أن الفصل السابع يسمح لـ«مجلس الأمن الدولي» باتخاذ الإجراء الجماعي الذي يراه مناسباً، بما في ذلك «استخدام القوة».
وفي أعقاب رفض واشنطن استعمال تلك «اللغة» في مسوّدة القرار، استبدلتها الدول العشر بعبارة تتحدث عن «المسؤولية الرئيسيّة للمجلس في ما يتعلّق بدعم السلام والأمن الدوليين»، بناءً على «اقتراح» بريطاني، وهو ما رفضته واشنطن أيضاً. وبدا واضحاً، منذ وقت مبكر، أنّ الولايات المتحدة ستضع أيّ مشروع قانون يطرحه المجلس في خانة «المعادي» لإسرائيل، إذ زعم السيناتور جيم ريش (جمهوري من ولاية أيداهو)، العضو في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، في منشور عبر «إكس»، الإثنين، أنّ «التقارير التي تفيد بأنه سيتم النظر قريباً في قرار آخر مناهض لإسرائيل في مجلس الأمن الدولي، مثيرة للقلق»، مشيراً إلى أنّه «إذا كانت تلك المعلومات صحيحة، فيجب على إدارة جو بايدن الإعلان عن نيتها استخدام حق النقض ضد هذا الجهد المعادي للسامية بشكل واضح. هذا مثال آخر إلى أنّ نظام الأمم المتحدة معطّل، وبحاجة إلى إصلاح شامل».
نفاوض تحت سقفَيْ وقف العدوان وحفظ السيادة | قاسم: ثمن ضرب بيروت وسط تل أبيب
على وقع زيارة الموفد الأميركي عاموس هوكشتين إلى لبنان في سياق المفاوضات حول وقف إطلاق النّار، وعلى إيقاع التطوّرات الميدانيّة في الجنوب، حيث يتصدّى المقاومون لجيش الاحتلال الذي يعجز عن تثبيت جيشه على الأرض، أطلّ الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. مجموعةٌ من العناوين، طرحها قاسم حول مُجمل التطوّرات منذ بداية المعركة وتطوّراتها الميدانيّة وصولاً إلى المقترح الأميركي، داحضاً بإطلالته ما حُكي عن تمنّيات غربيّة بإرجائها إلى ما بعد الرد الإسرائيلي على مقترح وقف إطلاق النّار، بل إنّ الأمين العام كان حازماً من دون مواربة، في الردّ على الاعتداءات الإسرائيليّة على منطقتي رأس النبع وزقاق البلاط، موجّهاً رسالة المقاومة الحاسمة لتثبيت مُعادلة بيروت – تل أبيب لردع العدو، بقوله: «العدو ضرب واغتال واعتدى على قلب العاصمة بيروت، لذا لا بدّ أن يتوقّع بأن يكون الرد على وسط تل أبيب، لا يمكن أن نترك العاصمة تحت ضربات العدو الإسرائيلي ويجب أن يدفع الثمن، والثمن هو وسط تل أبيب. آمل أن يفهم العدو بأنّ الأمور ليست متروكة».
هذا الحزم انطبق أيضاً على حديثه عن مقترح وقف إطلاق النّار عندما رسم الخطوط الحمر التي لن تقبلها الدّولة اللبنانيّة ولا حزب الله في ما يتعلّق بخرق السيادة اللبنانيّة.
واختصر قاسم كلّ الكلام والمقترحات بالشّعار الذي رفعه: «نحن بين خيارين السلّة أو الذلّة، السلّة بحمل السيف والقتال، الذلّة بالاستسلام فلا يبقى لنا شيء، وهيهات منّا الذلّة ولن نقبل، ولذلك نحن مستمرّون في الميدان».
هي الإطلالة الثانية لقاسم في ذكرى مرور أسبوع على أربعين رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، الشهيد السيد هاشم صفي الدّين، وفيها استعرض الأمين العام محطّات المعركة منذ فتح جبهة الإسناد وصولاً إلى تفجير أجهزة «البايجر» واغتيال الأمين العام الشهيد السيّد حسن نصرالله، ليُشدّد على استرجاع المقاومة لصمودها وعافيتها، من دون أن يغفل عن شرح التطوّرات الميدانيّة والتأكيد على صمود المقاومين، والحفاظ على قدرتهم في إطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلّة وبوتيرة غير روتينيّة، ومن الحافة الأماميّة.
وعن الوضع الدّاخلي شدّد قاسم على «أنّنا نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة، وهو الرصيد المتبقّي الذي نستطيع من خلاله أن نبني وطننا. وكذلك، 4 أمور ضعوها عندكم لبعد وقف العدوان: سنبني بالتعاون مع الدولة وكل الشرفاء والدول والقوى التي ستساعد من أجل إعادة الإعمار، سنقدّم مساهمتنا الفعّالة لانتخاب رئيس الجمهورية من خلال المجلس النيابي بالطريقة الدستوريّة، وستكون خطواتنا السياسيّة وشؤون الدولة تحت سقف الطائف بالتعاون مع القوى السياسيّة، كما سنكون حاضرين في الميدان السياسي بقوّتنا التمثيليّة والشعبيّة وحضورنا الوازن لمصلحة الوطن». وشدّد على «أنّنا لم نغيّر ولم نبدّل في مواقفنا ولن نغيّر ولن نبدّل في هذه المواقف الوطنيّة، الشريفة، المقاومة».
«نفاوض تحت سقفين»
وأسهب قاسم في الحديث عن الورقة الأميركية، مشيراً إلى «أنّنا استلمناها وأبدينا ملاحظات عليها، لدينا مُلاحظات ولدى الرئيس نبيه بري مُلاحظات، أي إنّ ملاحظاتنا كلها بين المقاومة والدولة متناغمة ومتوافقة، وهذه الملاحظات قُدّمت للمبعوث الأميركي وتمّ النقاش معه فيها بالتفصيل، نحن قرّرنا ألا نتكلم في الإعلام لا عن مضمون الاتفاق ولا عن الملاحظات، فلنترك هذا النقاش بشكل هادئ لنرى هل سيصل إلى نتيجة أم لا».
وأضاف: «إنّ الطرف الإسرائيلي يتوقّع أن يأخذ بالاتفاق ما لم يأخذه في الميدان، وهذا غير ممكن، والملاحظات التي أبديناها تدلّ على أنّنا موافقون على هذا المسار للتفاوض غير المباشر من خلال الرئيس بري إذا كان الطرف الآخر يريد هذا، أعلمونا أنّه يريد هذا، وسنرى ما هي النتيجة». وأكّد أن «لا أحد يستطيع أن يضمن لأنّ الموضوع مرتبط بالرد الإسرائيلي وبالجدية التي تكون عند (رئيس وزراء الكيان بنيامين) نتنياهو. لكن ليكن معلوماً بأن تفاوضَنا تحت سقفين، سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية، أي لا يحق للعدو الإسرائيلي أن ينتهك وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة، يجب أن يكون لبنان مَصوناً».
باقون في الميدان السياسي بقوّتنا التمثيليّة والشعبيّة وسنساهم في انتخاب رئيس الجمهوريّة
وأكّد قاسم «أنّنا أعدَدنا لمعركة طويلة ونحن نتفاوض الآن ولكن ليس تحت النار كما يقولون لأنّ إسرائيل أيضاً تحت النار. بمعنى آخر نحن قررنا أن يكون هناك مساران يسيران معاً، مسار الميدان الذي يكون بشكل تصاعدي بحسب المعطيات الميدانية ومستمر بالصمود والعطاء، والمسار الثاني مسار المفاوضات أي لا نعلّق الميدان على المفاوضات، فلو افترضنا أنّ المفاوضات لم تنجح خلال فترة من الزمن، نحن مستمرون في الميدان نجحت أو لم تنجح، إذا نجحت عندها يكون الميدان جزءاً من نجاح هذه المفاوضات».
ورداً على من يقول إنّ «الكلفة كبيرة علينا. لماذا؟ لأننا نواجه وحوشاً بشريّة إسرائيليّة تدعمها وحوش بشريّة كبرى أميركيّة، وهو يفعل هذه الأفعال كي نخاف ونرتعب ونسلّم له، لا، فشر»، مشدّداً على «أنّنا سنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت الكلفة، سنجعل الكلفة مرتفعة على العدو أيضاً. فلا يأتي أحد ويحمّلنا مسؤوليّة أنه انظروا ماذا يحصل فالإسرائيلي هو الذي يعتدي فليوقف اعتداءاته، وبالتالي نحن في موقع الرد والدفاع».
وتابع: «لا يمكن أن يُتوقّع من مقاومة أمام جيش عنده الإمكانات والقدرات أن تربح من دون خسائر وتضحيات، لكنّ هناك أهدافاً عند العدو، وعندما لا يحقّق العدو أهدافه يعني أننا انتصرنا».
وعن مُحاولات التوغّل في بعض القرى في الجنوب، أوضح قاسم أنّ «المقاومة ليست جيشاً، المقاومة لا تعمل على أن تمنع الجيش من التقدّم، المقاومة تُقاتل الجيش حيث يتقدّم، فلو دخل الجيش إلى قرية أو أكثر سيكون المقاومون في داخل الوديان، داخل المغارات، وراء الأشجار، في بعض البيوت، في بعض الأماكن المحصّنة، يختفون، فإذا دخل الجيش التحم به وقاتلوه، هذا هو عمل المقاومة وهذه طريقة المقاومة في عملية المواجهة، ولذلك ليس مهماً أن يُقال إنّه دخل إلى قرية أو خرج من قرية أو اقترب من قرية، المهم السؤال الأساسي، كم قُتل له في هذا اليوم؟ وكم جُرح له في هذا اليوم؟ وأين تصدّى له المجاهدون؟».
شكوك تحيط بمهمة هوكشتين في تل أبيب: الاتفاق أُنجز في لبنان فكيف سيتصرّف العدو؟
غادر الموفد الأميركي عاموس هوكشتين بيروت أمس إلى تل أبيب، حاملاً معه «التقدّم الإضافي» الذي حقّقه خلال زيارته لبنان في اليومين الماضييْن. ومع مغادرته، بدأت التكهنات، من دون آمال كبيرة، بأن تكون جولة المحادثات التي قام بها في العاصمة اللبنانية خاتمة المفاوضات حول البنود التنفيذية للقرار1701 وآلية الإشراف ومجمَل وضعية الحدود بعد وقف الحرب، في ظل التشكيك في النوايا الإسرائيلية.
بعد اجتماعيْن مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وليلة طويلة من الاتصالات المكثّفة في السفارة الأميركية بمشاركة مستشار بري، علي حمدان، وأعضاء في فريق الموفد الأميركي، لصياغة ملاحظات لبنان ضمن إطار قال هوكشتين إنه يجب أن يكون مقبولاً من إسرائيل. وأشارت مصادر معنية إلى أن النقاشات الليلية رافقتها مشاورات هاتفية بين مسؤولين إسرائيليين وآخرين من فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وأعلن هوكشتين عقب لقائه الثاني مع بري أمس أنه «سيسافر إلى إسرائيل لاستكمال العمل على التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله»، وأكّد في كلمة مقتضبة «أننا حقّقنا تقدماً إضافياً، وسأسافر إلى إسرائيل لمحاولة إنهاء هذا الأمر إذا استطعنا». وأوضح أنه «لا يمكنني الإفصاح علناً عن النقاط الخلافية بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، لكننا سنمضي خطوة تلو أخرى ونعمل عن كثب مع الإدارة في لبنان وإسرائيل»، وهو ما أكّدته الخارجية الأميركية مساء في بيان أكّدت فيه «أننا لا نزال نحرز تقدماً في ما يخص التهدئة في لبنان».
وعلمت «الأخبار» أن النقاشات الليلية في السفارة الأميركية حول مسوّدة الاتفاق تناولت بنوداً عدة يعتبرها لبنان ذات أهمية كبيرة، منها ما يتعلق بمسألة الحدود ومواعيد تنفيذ الاتفاق والبنود المتصلة بوقف الحرب. وقالت المصادر إن لبنان طلب صياغة أحد البنود الذي كان يقضي باعتبار الخط الأزرق حدوداً نهائية، وطالب بانسحاب العدو من النقاط المتّفق على أنها خروقات، وتسجيل بقية النقاط على أنها محل نزاع، وبالتالي انسحاب قوات الاحتلال إلى خلف الحدود كما كانت عليه في 6 تشرين الأول 2023.
كذلك طلب لبنان أن يعمد العدو فور إعلان وقف إطلاق النار إلى تحديد توقيت دقيق لانسحاب كامل وفي وقت واحد وسريع من كل الأراضي اللبنانية، وأن يترافق ذلك مع إطلاق سراح الأسرى وتسليم جثامين عدد من شهداء المقاومة التي احتجزها خلال عمليات التوغل.
ولفت المفاوض اللبناني الموفد الأميركي إلى أن المساعي لوقف الحرب تقتضي التزام إسرائيل الكامل بالانسحاب الكامل وعدم البقاء في أي نقطة، لأن الأمر سيتحول إلى احتلال، ما يوجب المقاومة، وعندها لا يكون هناك وقف لإطلاق النار، كما أن الاحتفاظ بأسرى من المقاومة ولو لساعات قليلة، سيفرض على المقاومة القيام بما يجب لتحريرهم، وهذا يعني أيضاً عدم حصول وقف لإطلاق النار.
وكشفت المصادر أن لبنان أصرّ على الموفد الأميركي بأن تتم صياغة كل الأمور ضمن الورقة، وأن يكون المفاوض الأميركي واضحاً حيال ما يقبل به لبنان على قاعدة أن ما حمله هوكشتين هو أقصى ما يمكن أن يحصل عليه من لبنان، وفي حال رفضت إسرائيل الاتفاق، ستكون مسؤولة عن إفشال المساعي الأميركية، وعليها تحمّل مسؤولية ذلك، ولن يقبل لبنان تحميله مسؤولية الفشل لأنه قدّم ملاحظات «أقرّ الأميركيون بأنها منطقية»، وأنه في حال رفضت إسرائيل الاتفاق فهي تقول إن الحرب ستستمر، وعندها سيكون العدو أمام موجة جديدة من الضربات سواء في القرى اللبنانية أو على الحدود مباشرة أو داخل المستوطنات القريبة أو في عمق الكيان.
توضيحات في المسوّدة حول الحدود وأسرى المقاومة وجثامين الشهداء
كل هذه التصريحات ومعها الإيجابية التي طبعت المواقف الرسمية في لبنان، لم تمحُ التشاؤم والحذر الشديد من قبل المسؤولين في لبنان، انطلاقاً من احتمال كبير بأن ترفض إسرائيل الاتفاق، ويلجأ رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو إلى مناورة تحظى بتغطية أميركية، خصوصاً أن الإدارة الحالية التي تقول إنها صاحبة مصلحة في وقف الحرب، منعت أمس صدور قرار في مجلس الأمن يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ومع كل التسريبات عن الاتفاق على معظم بنود المسوّدة بانتظار نقطتين تشكّلان عقدة، تتصل إحداهما بـ«حرية الحركة لإسرائيل» وأخرى بالحدود، إلا أن المؤكد أن لبنان أدّى واجبه وفعل كل ما يمكن فعله للتوصل إلى تسوية مقبولة تستند إلى القرار 1701 ولا تمس السيادة اللبنانية، ونجح في إعادة الكرة إلى الملعب الإسرائيلي.
ومع مرور الوقت، بدأ الإعلام العبري يكشف تباعاً عن تفاصيل العقد المتبقّية وتحديد مواعيد للتسوية، ونقلت قناة «كان» عن «مسؤولين إسرائيليين كبار» قولهم إن «التسوية مع لبنان قد تُعقد الأسبوع المقبل».
ونسبت القناة 12 إلى مسؤولين رفيعي المستوى في إسرائيل أنه «إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن النقطتين الخلافيتين، فيمكن تحقيق وقف إطلاق النار خلال أسبوع»، موضحة أن النقطتين تتعلقان بحرية التحرك الإسرائيلي في لبنان، وبتشكيل اللجنة المشرفة في لبنان.
وقالت إن «إسرائيل تعتبر حرية التحرك في لبنان خطاً أحمر غير قابل للتفاوض». لكنها أشارت إلى أن هاتين النقطتين «قد تُدرجان في اتفاق جانبي مع الولايات المتحدة».
ونسبت القناة أيضاً إلى مسؤول أميركي أن «المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان شهدت تقدماً كبيراً، مع التأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة من الأطراف المعنية».
وقالت مصادر أميركية أخرى إن هوكشتين «سيطرح على المسؤولين الإسرائيليين ورقة أميركية تؤكد تفهّم واشنطن لحق إسرائيل في اتخاذ إجراءات صارمة في حال حدوث أي انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية مع لبنان. وإن الورقة تأتي ضمن الجهود الأميركية لتسهيل المفاوضات بين الأطراف، وسط ضغوط دولية لاحتواء التصعيد على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية».
كما نقلت «كان» العبرية عن مصادر أنه «تم التوافق على 90% من بنود مسوّدة وقف إطلاق النار في لبنان»، كذلك أشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن «التفاصيل النهائية حساسة للغاية والشيطان يكمن في التفاصيل»، ونقلت عن مصادر أن «الأردن ومصر والإمارات ستشارك في تعزيز الجيش اللبناني».
وتعليقاً على ذلك، تحدّثت مصادر سياسية لـ«الأخبار» عن تأثيرات الميدان على المفاوضات. وقالت «إن العملية التي نفّذتها المقاومة ضد تل أبيب رداً على استهداف بيروت عشية وصول هوكشتين، لعبت دوراً كبيراً في المفاوضات وهي حملت رسائل عن ترميم هرمية حزب الله، فمثل هذه العملية تحتاج إلى قرار كبير، وهذا يعني أن إسرائيل لم تنتصر لتفرض شروطها كما تريد»، وهو ما أشارت إليه «نيويورك تايمز» نقلاً عن مسؤولين أميركيين، اعتبروا أن «إسرائيل فشلت في القضاء على صواريخ حزب الله القصيرة المدى كما لم ينشر حزب الله كامل قواته. وطالما استمر إطلاق الصواريخ من لبنان، فإن الحملة الإسرائيلية غير قادرة على تحقيق أحد أهدافها الرئيسية بعودة عشرات الآلاف من السكان إلى الشمال. وقد أدّى فشل إسرائيل في الحد من تهديد الصواريخ القصيرة المدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبنّي وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقّتاً على الأقل».
من جهة أخرى، التقى هوكشتين النائب السابق وليد جنبلاط، والرئيس السابق للجمهورية ميشال عون، غداة لقاء مطوّل مع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في دارته في معراب. ووضَعَ هوكشتين جعجع في أجواء المفاوضات التي يجريها للوصول إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على آليات تنفيذ القرار 1701، فيما أكّد رئيس «القوات» من جهته أن «أي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان».
وعلمت «الأخبار» أن هذه اللقاءات أتت في سياق الرد على اعتراضات بعض القوى على تفرُّدِ بري بإدارة ملف التفاوض في ظل غياب رئيس للجمهورية وحكومة تصريف أعمال.
رفض الابادة الصهيونية رغم الضغوط ومحاولات القمع: الجبهة الطلابية مستمرّة في جامعات أميركا
مدفوعة بمشاهد الموت والدمار الآتية من غزة والمنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، شهدت الجامعات حول العالم تصاعداً ملحوظاً في الحراك الطلابي الداعم للقضية الفلسطينية. من الولايات المتحدة إلى بريطانيا، وقف الطلاب في وجه الظلم، متظاهرين داخل الحرم الجامعي وخارجه، ومطالبين مؤسساتهم باتخاذ مواقف أكثر إنسانية وعدالة، مثل إنهاء استثماراتها في شركات تدعم الاحتلال. لكن هذا الحراك لم يكن من دون ثمن، إذ يواجه الطلاب اليوم قمعاً غير مسبوق من إدارات الجامعات التي فرضت عليهم قيوداً مشددة، وتهددهم بعقوبات أكاديمية وقانونية في محاولات واضحة لإسكات الأصوات المناصرة لفلسطين
في الأشهر الماضية، شهدت الجامعات حول العالم موجة واسعة من الاحتجاجات الطلابية المندّدة بالمجازر الإسرائيلية في غزة. خرج آلاف الطلاب في تظاهرات سلمية، حاملين اللافتات والشعارات التي تطالب بإنهاء القصف الإسرائيلي ودعم حقوق الفلسطينيين. في الولايات المتحدة، نظّم طلاب في جامعات كبرى مثل «كولومبيا» و«هارفار» و«بيركلي» وقفات احتجاجية ومسيرات داخل الحرم الجامعي، ودعوا جامعاتهم إلى وقف الاستثمار في الشركات المرتبطة بـ «جيش» الاحتلال الإسرائيلي. في بريطانيا، اعتصم طلاب في حرم جامعة «لندن سكول أوف إيكونوميكس» مطالبين بتغيير سياسات الحكومة البريطانية الداعمة لإسرائيل. كما أطلق الطلاب حملات على السوشال ميديا للتوعية بالانتهاكات الإسرائيلية، وربطوا بين قضايا العدالة الاجتماعية والنضال الفلسطيني، في محاولة لحشد دعم أوسع من المجتمع الأكاديمي والدولي. وعلى الرغم من التضييقات الأمنية والضغوط الإدارية، استمرت هذه الاحتجاجات ضد جرائم الاحتلال ورفض السياسات التي تتواطأ مع هذه الانتهاكات.
وبطبيعة الحال، لم يقبل كيان الاحتلال بما حصل من تحركات طلابية، وخلال زيارة الملياردير الجنوب أفريقي، إيلون ماسك، للكيان العبري في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، أجرى محادثة مع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، بُثّت مباشرةً على منصة «إكس». خلالها، عبّر نتنياهو عن رأيه بوجود «مشكلة لدى جامعات التعليم العالي في الغرب». مشكلة حاولت إسرائيل حلّها عن طريق مجموعات الضغط الصهيونية الأميركية لطرد مديري الجامعات التي سمحت في الاحتجاحات. واليوم، بعد انتهاء الانتخابات الأميركية والحذر الذي يرافقها، تشهد الجامعات تصعيداً خطيراً في قمع النشاط الطلابي المؤيد لفلسطين، تغذيه ضغوط سياسية ومالية تُمارس لمصلحة إسرائيل. هكذا، صار الحراك الطلابي الغربي اليوم أمام معركة مزدوجة: واحدة ضد كيان الفصل العنصري وأخرى ضد قمع حرية التعبير داخل المؤسسات الأكاديمية، في ظل انحياز متجدّد لمصلحة إسرائيل مع تهيّؤ الرئيس الـ 47 للولايات المتحدة، دونالد ترامب، لدخول البيت الأبيض بعد تنصيبه رسمياً في 20 من كانون الأول (يناير) المقبل.
في الأسبوع الماضي، ألقت الشرطة القبض على أربعة طلاب في جامعة «كيس وسترن ريزيرف» في ولاية أوهايو، بتهمة التخريب الجنائي بسبب احتجاجهم على الحرب الإسرائيلية على غزة. وعلى الرغم من الإفراج عنهم لاحقاً، فرضت الجامعة عقوبات تأديبية تشمل تعليق الدراسة وحظر دخول الحرم الجامعي. وتعرّض رئيس منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، يوسف خلف لاستهداف مباشر، إذ عُلقت دراسته حتى عام 2026 لمجرد مشاركته في احتجاجات سلمية، واستخدمت الجامعة شركة خاصة للتحقيق معه، في خطوة لم تُطبق على أي منظمة طلابية أخرى. وهذا ما سمّاه خلف بـ «الاستثناء الفلسطيني» في حديث له مع «ذي إنترسبت»، وهو نهج تُمارسه المؤسسات الأكاديمية ضد الفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم. وامتدت الحملة القمعية ضد النشاط الطلابي المؤيد لفلسطين إلى جامعات أخرى، مثل جامعة «ويسكونسن-ماديسون»، حيث واجه طلاب تحقيقات تأديبية بسبب مقالات تدعو إلى التضامن مع الفلسطينيين. اعتمدت هذه التحقيقات على أدلة واهية واستخدمت بمثابة أداة لتخويف الطلاب وإسكاتهم. وقالت الطالبة داليا صبا لـ «ذي إنترسبت»، إن الهدف من هذه العقوبات ليس فقط معاقبة الطلاب، بل خلق بيئة من الخوف تمنعهم من التعبير عن آرائهم مستقبلاً. وفي جامعة «بنسلفانيا»، وصلت الأمور إلى حد مداهمة منازل طلاب يشاركون في تنظيم احتجاجات مؤيدة لفلسطين. أما كلية «بومونا»، فقد أقدمت على تعليق دراسة عشرة طلاب لمدة عام دراسي كامل بسبب مشاركتهم في احتجاجات تدعو إلى التخلي عن الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل.
واستثمرت الجامعات موارد ضخمة لقمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، واستعدّ عدد من المؤسسات في الصيف الماضي لمواجهة النشاط الطلابي المتوقع في الخريف عبر عقد مؤتمرات أمنية وتحضيرات مشددة. ولم تنته الأمور هنا، إذ فرضت بعض الجامعات إجراءات جديدة لتقييد حرية التعبير. في جامعة «كيس وسترن»، صارت الاحتجاجات التي تضم أكثر من عشرين شخصاً تتطلب موافقة مسبقة، كما حُظرت أدوات مثل الميكروفونات والصور.
وفرضت بشكل انتقائي ضد النشطاء المؤيدين لفلسطين، بينما لم تواجه المنظمات الأخرى مثل «هليل»، الداعمة لإسرائيل، أي عقبات مشابهة.
«الاستثناء الفلسطيني» نهج تُمارسه المؤسسات الأكاديمية ضد الفلسطينيين ومؤيدي قضيتهم
في جامعة «ميشيغن»، التي تُعدّ من أبرز مواقع الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل والداعمة للقضية الفلسطينية في الحرم الجامعي، شهدت الساحة تطورات جديدة. فقد صوّتت الحكومة الطلابية الأسبوع الماضي على عزل رئيسة الاتحاد الطلابي ونائبها بسبب أنشطتهما التي وصفها الإعلام العبري بالمتشددة والحازمة ضد إسرائيل. وتحوّلت الجامعة إلى ساحة صراع سياسي محتدم، يحظى بتغطية واسعة من الصحف الإسرائيلية.
رئيسة الاتحاد الطلابي، أليفا أنام تشودهري، التي بدأت فترة رئاستها بشعار Shut It Down «أغلقوها»، تجد نفسها الآن مهددة بالعزل بعد تصويت مجلس الطلاب بغالبية ضدها. ويأتي هذا القرار على خلفية سلسلة من التحركات التي تضمّنت محاولات متكررة لتجميد الميزانيات الطلابية، في مسعى إلى الضغط على إدارة الجامعة للتخلي عن استثماراتها المرتبطة بإسرائيل.
وتضمّنت المذكرة الرسمية المرفوعة ضد الحركة الطلابية مزاعم بتحريضها على العنف، وتهديد الزملاء ووصفهم بـ «الصهاينة». وفي معرض ردّها على الاتهامات، أكدت حركة «أغلقوها» على منصة إنستغرام أنها تسعى إلى تحقيق تغيير جذري، مشيرة إلى هدفها في كشف «التواطؤ مع الإبادة»، معتبرة أنّ أنشطتها جزء من مواجهة شاملة لتحقيق العدالة.
ولا يقتصر التمييز ضد الطلاب الفلسطينيين ومؤيديهم على العقوبات التأديبية، بل يمتد إلى المضايقات المباشرة. في جامعة «روجرز»، واجه الطلاب المسلمون والعرب تحيزاً من أعضاء هيئة التدريس، إذ اتّهمت طالبة أستاذاً بتصويرها وتوجيه اتهامات مهينة لها خارج قاعة محاضرة، بينما واجهت منظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» تعليقاً متكرراً لنشاطها بسبب احتجاجاتها السلمية.
تلعب الضغوط السياسية والمالية دوراً كبيراً في قمع النشاط المؤيد لفلسطين. فالجامعات التي تعتمد على تبرعات كبيرة من أفراد وجماعات داعمة لإسرائيل تخشى فقدان هذا الدعم، ما يدفعها إلى اتخاذ مواقف صارمة ضد النشاط الطلابي. لكنّ الجامعات التي تُصر على تقييد حرية التعبير والانحياز ضد القضية الفلسطينية لا تدمر فقط مستقبل طلابها، بل تشوّه سمعتها كمؤسسات تعليمية يُفترض أن تدافع عن الحق في الاختلاف والنقاش الحرّ. وما يحدث الآن ليس مجرد قمع للنشاط الطلابي، بل جزء من حملة أكبر تهدف إلى إحباط الشباب واستسلامهم ومنعهم من أي محاولة لدعم فلسطين في المستقبل.
لكن يبقى الشباب، بروحهم النضالية العالية، في طليعة المواجهة، يشكّلون ركيزة لضمير سياسي عالمي جديد، يصرّ على تحدّي الروايات المهيمنة والانحياز إلى قيم الحرية والعدالة، رغم كل الضغوط النخبوية والسياسية الساعية إلى إسكاتهم.
اللواء:
هوكشتاين في تل أبيب لمعالجة عقدة «حق الاحتلال بالتدخل»
حزب الله في الميدان لوقف النار وأربعة عناوين سياسية لمرحلة ما بعد الحرب
تشكل محادثات الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين بدءاً من الليلة الماضية في اسرائيل، بعد يومين كاملين من المحادثات في بيروت، بين الطرفين المعنيين بوقف النار، وهما الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي، بالتشاور مع حزب لله، ثم توسعت المروحة لتشمل الرئيس السابق ميشال عون، والنائب السابق وليد جنبلاط، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع..
تشكل هذه المحادثات نقطة الفصل في المسار التفاوضي لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، وامتداداً لكل لبنان، لجهة تسويق المسودة الموجودة في حقيبة هوكشتاين وهي بالاساس صياغة اميركية – اسرائيلية مع تعديلات طلب المفاوض اللبناني ادخالها.
ولئن كانت بيروت استضاف هوكشتاين على فنجان قهوة في مقهى «ستاربكس» في فردان على مقربة أمتار قليلة من عين التينة، حيث خاض الوسيط مفاوضات على النقطة الفاصلة مع الرئيس بري، فإن طائرات الاستطلاع سجلت غياباً جزئياً، في حين دارت مواجهات حامية الوطيس على أرض بلدة الشمع في القطاع الغربي، وصولاً إلى بلدة الخيام في القطاع الشرقي في محاولة لتسجيل خرق بري يساعد في المفاوضات.
مع العلم أن حزب لله لم يتأخر عن تكثيف قصف وسط تل أبيب والمدن الإسرائيلية في الشمال، من كريات شمونة (قبالة الخيام) إلى عكا وحيفا وصفد ونهاريا، واعتراف الجيش الاسرائيلي بمقتل 4 جنود، وإصابة آخرين بجروح متوسطة وخطيرة، فضلاً عن تدمير دبابات ميركافا وجرافات وآليات أخرى.
هوكشتاين قبل المغادرة: حققنا تقدماً إضافياً
إستكمل المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار وانتقل مساء الى الكيان الاسرائيلي. وزار للمرة الثانية في يومين رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
ووسع لقاءاته مع اطياف سياسية مختلفة حيث التقى كلامن الرئيس ميشال عون ووليد جنبلاط وسمير جعجع، وقالت مصادر بعض الذين التقاهم لـ «اللواء»: هناك تكتم حول الافصاح عن تفاصيل المفاوضات حتى عودة هوكشتاين من زيارته لإسرائيل ومعرفة مزيد من المعطيات.
وبعد اللقاء الذي إستمر ساعة من الوقت تحدث هوكشتاين للإعلاميين قائلاً: تم بناء هذا الاجتماع على ما حصل البارحة وقد انجزنا تقدماً اضافياً وسوف انتقل خلال ساعتين الى اسرائيل لمحاولة الوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك.
ورداً على سؤال حول النقاط العالقة والخطوات التالية؟ أجاب هوكشتاين: اعتقد ان ما سأقوله يمكن ان يخيب ظنكم انني لن اعلن عن مسار التفاوض علناً وما هي هذه النقاط، لقد كنت هنا وانجزنا تقدماً وكما قلت اذا انجزنا هذا التقدم سوف انتقل الى اسرائيل استناداً الى محادثاتي هنا وسنرى ما سنقوم به، هنالك تقدم وهنالك رئيس جديد وسنعمل مع الادارة الجديدة وسنبحث هذه الامور مع الرئاسة الجديدة وسيكونون على علم بكل ما نقوم به وكما قال الرئيس بايدن سيكون هنالك انتقال نظامي للسلطة ولا اعتقد ان ذلك مشكلة.
وزار هوكشتاين ايضاً الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون، في حضور الوزير السابق سليم جريصاتي وسفير لبنان السابق في واشنطن غبريال عيسى. أطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، «وتم استعراض بعض الافكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف اطلاق النار».
كما زار هوكشتاين النائب السابق وليد جنبلاط في كليمنصو قرابة الثالثة والنصف بعد الظهر لوضعه في نتائج تحركه.
وافادت المعلومات ان حزب لله أبلغ برّي أنه قَبِل بالوثيقة الأميركية وكانت لديه بعض التعليقات وأنه يجب أن يلتزم الفريقان بالاتفاق وليس فقط الحزب، وان لجنة المراقبة لن تضمّ البريطانيين والألمان نتيجة رفض حزب لله وبالتالي ستضمّ الأميركيين والفرنسيين ومن هنا يبدو أن الضمانة التي تطلبها إسرائيل ستتكرس بوجود الأميركي في لجنة المراقبة.
وافادت ايضا: ان النقاش لم يُحسم بعد في عدد من النقاط وأبرزها والتي هي عالقة ولا تأخذ حيّزاً مهمًّا من النقاش الإعلامي تتعلق بترسيم الحدود وتحديداً الخطّ الأزرق.
لكن مصادرعين التينه قالت : أن الأجواء إيجابية وأفضل من يوم أمس والدليل على ذلك أن هوكشتاين متوجّه الى تل أبيب .
وقال الرئيس بري لـ «اللواء»: «الاجواء اليوم أكثر ايجابية من أمس»، مضيفاً: «عملنا اللي علينا» بانتظار الرد الاسرائيي يبنى على الشيئ مقتضاه.
وأشار بري إلى أن الاتفاق نفسه، وحتى آليات تطبيق القرار 1701 «ونحن أمام أيام حاسمة، فإما أن يقبل «نتنياهو» وتنتهي الحرب، وإما أن يرفض كعادته ونذهب إلى سيناريوهات أكثر سوءاً.
هوكشتاين في تل أبيب
وانتقل هوكشتاين مساء امس إلى إسرائيل، وإجتمع مع مستشار نتنياهو وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ويجتمع مع نتنياهو ووزير الحرب كاتس. على أن يلتقي اليوم رئيس الحكومة الاسرائيية بنيامين نتنياهو.
وأشارت الخارجية الاميركية إلى أننا نعتقد اننا في المكان الذي يسمح لنا بأننا قد نصل إلى اتفاق لوقف النار بالطرق الدبلوماسية.
وقالت هيئة البث السرائيلية: الولايات المتحدة تعدت لاسرائيل بتطبيق الاتفاق مع لبنان عبر المراقبة الفعالة، وبوسائل مختلفة.
وزعم قائد القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيي «لوري غورين» خلال زيارة إلى جنوب لبنان برفقة رئيس الاركان هاليفي هالسي بأن اسرائيل حققت انجازات حتى الآن» فالهدف تهيئة الظروف لاعادة سكان الشمال إلى ديارهم.
ونقلت القناة 12 العبرية عن مسؤولين اسرائيليين كبار قوله: انه إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن القضية الأخيرة محل النزاع مع لبنان، فسوف نتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون أسبوع اذا تمت الموافقة على شروطنا.واشار المسؤولون الإسرائيليون الى «تفاؤل حذر قبيل لقاء هوكشتاين مع دريمر.
وقال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق تامير هيمان للقناة 12 العبرية: من غير المتوقع أن يوافق لبنان على حرية العمل العسكري للجيش الإسرائيلي ولا يجب أن تكون هذه النقطة عائقا أمام الاتفاق.
والى ذلك، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أميركيين قولهم: أدى فشل «إسرائيل» في الحد من تهديد الصواريخ قصيرة المدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبني وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية مؤقتاً على الأقل.
وتتالت المواقف، فوزير الدفاع الاسرائيلي كاتس تحدث عن حق اسرائيل في الدفاع عن «مواطنيها» في أي اتفاق، في حين قال وزير الخارجية جدعون مساعر ان وصول هوكشتاين يعني ان الاميركيين يريدون اتفاقاً، وأن اسرائيل تريد اتفاقاً يصمد لوقت طويل.
رسائل حزب الله
ووجه حزب لله رسائل في عدة اتجاهات على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، بعضها يتعلق بالمفاوضات ، والآخر يتصل بالميدان، ومرحلة ما بعد الحرب.
وأكد قاسم أنه لا يمكن لاسرائيل أن تهزمنا، وتفرض شروطها علينا، فنحن رجال الميدان، ونحن استلمنا ورقة المفاوضات، ولدينا ولدى الرئيس بري ملاحظات، وهي متناغمة ومتوافقة، وقد قدمت للمبعوث الاميركي، وناقشناها معه بالتفصيل.
وهي رسالة واضحة للعدو، قال قاسم» الطرف الاسرائيلي، يتوقع أن يأخذ بالاتقاف ما لم يأخذه في الميدان، وليكن معلوماً تفاوضنا تحت سقفين: سقف وقف العدوان بشكل كامل وشامل، والسقف الثاني هو حفظ السيادة اللبنانية أي لا يحق للعدو الاسرائيلي أن ينتهك، وأن يقتل وأن يدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة.
وأشار قاسم: في حال فشلت المفاوضات نحن مستمرون في الميدان، وأكد أنه ستكون حرب استنزاف على العدو، ولا قرار إلا الصمود والاستمرار ولو طال الزمن.
قاسم: نحن مستمرون في الميدان، وسنبقى ونقاتل مهما ارتفعت الكلفة وسنجعل هذه الكلفة مرتفقة على العدو أيضاً، ونحن في موقع الرد والدفاع.
وفي رسالة للداخل أكد الشيخ قاسم على 4 نقاط:
1 – سنبني معاً.
2 – سنقدم مساهمتنا لانتخاب رئيس بالطريقة الدستورية.
3 – خطواتنا السياسية تحت سقف الطائف.
4 – سنكون حاضرين في الميدان السياسية بقوتنا السياسية والشعبية.
الحركة الدبلوماسية والحكومية
دبلوماسيا: استقبل الرئيس بري الذي دعا هيئة مكتب المجلس للاجتماع الاثنين، في عين التينة كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأدميرال إدوارد ألغرين والوفد العسكري المرافق، بحضور السفير البريطاني هاميش كاول. كما يزور المفوض الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي لبنان الاحد المقبل.
إلى ذلك إستقبل الرئيس ميقاتي المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت في السرايا. وفي خلال اللقاء عرضت بلاسخارت لرئيس الحكومة أجواء المناقشات التي جرت في الجلسة الدورية المغلقة التي عقدها مجلس الأمن الدولي بالأمس بشأن لبنان.ثم ،رأس الرئيس اجتماعاً مالياً شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المال يوسف الخليل المدير العام لوزارة المال الدكتور جورج معراوي، ومستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس.
المعارك
ميدانياً، استمرت الاشتباكات بينهما إثر محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل أكثر جنوبا. ونشر صورا وفيديو يظهر فيه جنود العدو وقد رفعوا «العلم الإسرائيلي في بلدة شمع».
وشهد محور شمع – البياضة مساء امس الاول وفجر امس، اشتباكات بين حزب لله وقوة اسرائيلية حاولت التقدم إلى البياضة في محاولة للجيش الإسرائيلي للسيطرة والالتفاف حول البياضة كونها موقعا استراتيجيا لتطويق الناقورة، إلا أن المقاومة أطلقت القذائف الصاروخية والصواريخ باتجاه الجيش الإسرائيلي ودمر دبابة ميركافا الذي عاد وانكفأ للوراء. بعدما تدخل الطيران والمدفعية الاسرائيلية. كما قصفت المقاومة بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع، بقذائف المدفعية
.
وبعد ظهر وعصر امسسجل قصف مدفعي وفسفوري مكثف يستهدف الاطراف بين مجدل زون وطيرحرفا وشمع والناقورة والبياضة. بعد تجدد الاشتباكات بين المقاومة وفرقتين للعدو الاسرائيلي كانتا تحاولان التقدم والتوغل من محوري طير حرفا- مجدل زون ومحور عين الزرقا في اطراف علما الشعب نحو شمع والبياضة ، تحت غطاء جوي ومدفعي معاد إلا أن المقاومةً تقوم بالتصدي للعدو .
واعلنت المُقاومة الإسلاميّة عن تصدى مجاهدوها لمحاولة تقدّم قوّة إسرائيلية عند الأطراف الغربيّة لبلدة طير حرفا، بالأسلحة الرشاشة، وأوقعوهم بين قتيل وجريح. كما واستهدف المجاهدون ملّالة إسرائيلية كانت ترافق القوّة المتقدّمة، بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى تدميرها واحتراقها بمن فيها.
وحاولت قوات الاحتلال طيلة نهار امسالتقدم نحووسط الخيام من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية والشمالية، تحت وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي للمدينة ومحيطها وبلدة كفر شوبا المجاورة، ووُجِهَتْ بعمليات صد واشتباك مباشر وقصف من عناصر المقاومة.
وارتفعت بعد الظهر وتيرة المواجهات في شرق مدينة الخيام مع محاولات جديدة ينفذها العدو لتحقيق اختراق في الوسط والشمال تحت غطاء من الغارات والقصف المدفعي.وقصفت دبابات العدو اطراف بلدة ابل السقي المقابلة لمدينة الخيام خلال تحركها من الحي الشرقي الجنوبي الى المنطقة الشرقية الشمالية.
ولاحقاً تحدث الاعلام العبري عن «حدث أمني في تقارير صعبة في جنوب لبنان»، وقالت: جرى تفجير مبنى كان بداخله قوات من الجيش الإسرائيلي. وأن قوة من وحدة “ماجلان” وقعت في كمين لحزب لله ما ادى الى مقتل 5 جنود والعديد من الاصابات..
واوضح الاعلام العبري: ان الحدث كبير جدا، وكارثة تعرضت لها فرق من الجيش في جنوب لبنان. مبنى كبير تم تفجيره بقوة من الجنود في جنوب لبنان وانهيار كامل للمبنى.
وقصفت المقاومة امس تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية مرتين. وتجمعًا في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، بصليةٍ صاروخية.وتجمعا عند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام.ثم تجمعًا لجنود جيش العدو الإسرائيلي جنوبي المدينة.
وأكدت وسائل إعلام عبرية إصابة 18 جندياً إسرائيلياً خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينهم 10 عند الجبهة الشمالية مع لبنان و8 في غزة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في المنطقة الشمالية قولها: أن عناصر حزب لله يطلقون النار من القرى التي انسحب منها «الجيش» الإسرائيلي. كما إن مصادر في قيادة المنطقة الشمالية تنتقد عمليات «الجيش» البرية وتطالب هيئة الأركان العامة بوقف التوغلات.
البناء:
واشنطن نموذج الإرهاب بالمعايير القانونية باستخدام الفيتو لمنع وقف النار في غزة
هوكشتاين في تل أبيب ويلتقي نتنياهو اليوم والاتفاق على محك معايير سيادة لبنان
الشيخ قاسم: تل أبيب مقابل بيروت.. وبعد الحرب… الطائف والرئاسة والإعمار والثلاثيّة
كتب المحرّر السياسيّ
بقي الحدث في المنطقة رغم انشغال العالم بالقلق من التصعيد النوويّ على إيقاع التطورات المتسارعة بعد إجازة الرئيس الأميركي جو بايدن لأوكرانيا استخدام الصواريخ الأميركية البعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي، ورد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع تعديلات على العقيدة النووية الروسية تجيز استخدام القوة النووية لردع تهديد وجودي لروسيا تتسبب به قوة نووية أخرى.
بما يتصل بأحداث المنطقة كان الحدث في نيويورك، حيث أسقطت واشنطن باستخدام الفيتو مشروع قرار حاز إجماع مجلس الأمن يدعو لوقف النار فوراً في غزة، وهو ما وصفته مصادر قانونية بتجسيد لنموذج الإرهاب وفق التعريفات القانونية للأمم المتحدة، بما هو استخدام المدنيين وتعريضهم للعنف والخطر لتحقيق أهداف سياسية، والفيتو منع وقف النار، وبالتالي تسبّب بتعريض حياة المدنيين للخطر عبر إجازة استمرار الحرب التي حصدت أكثر من خمسين ألف شهيد وأكثر من مئة ألف جريح، بذريعة المطالبة بالإفراج عن الأسرى لدى حركة حماس، وهذا هدف سياسيّ لدى طرف سياسيّ هو حماس يتمّ تعريض حياة مليوني مواطن فلسطيني في غزة للخطر طلباً لمقايضة سبق ووقع فيها وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، عندما قال إن قبول حماس بالورقة الأميركية للحل يضمن دخول المساعدات إلى غزة، وقالت المصادر القانونية إن كل ربط بين حقوق الإنسان الطبيعية بالبقاء على قيد الحياة والحصول على الغذاء والدواء بتحقيق أهداف سياسيّة هو نوع من الإرهاب وفقاً للتعريف القانوني.
في المنطقة ترقّب لما ستؤول إليه زيارة المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين الى كل من بيروت وتل أبيب، بعدما غادر بيروت متفائلاً ووصل تل أبيب التي يلتقي فيها اليوم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي كان وزراء حكومته يتسابقون في الترويج للتمسك بامتيازات التعدّي على السيادة اللبنانية كشرط لأي اتفاق لوقف النار، بينما غادر هوكشتاين بيروت ووراءه صدى كلمات الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي قال إن السيادة اللبنانية قاعدة حاكمة في الموقف من أي مشروع اتفاق لوقف إطلاق النار، مضيفاً أن الكلمة تبقى للميدان، والمقاومة تمسك بالميدان، واضعاً معادلة عنوانها تل أبيب مقابل بيروت بعد تكرار استهداف الاحتلال للعاصمة بيروت، وتحدّث قاسم عن اليوم التالي للحرب فقال: إن الحزب يعود بثقله الى الحياة السياسية وثوابته، التركيز على إعادة الإعمار، والعمل تحت سقف اتفاق الطائف، وانتخاب رئيس للجمهورية وفق الآلية الدستورية، والتمسك بالثلاثية المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة.
وأكد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنّه «لا يمكن أن نترك العاصمة بيروت تحت ضربات العدو «الإسرائيلي» دون أن يدفع الثمن في وسط «تل أبيب»».
وفي ذكرى مرور أسبوع على أربعين رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشهيد السيد هاشم صفي الدين لفت الشيخ قاسم إلى أنّ “المقاومة ليست جيشًا، ولا تمنع جيشًا من التقدّم، بل تقاتل الجيش حيث تقدّم، وهي تعمل لقتل العدو ومنع استقرار احتلاله، وقدّمنا نموذجًا استثنائيًا في هذه المواجهة”، مؤكدًا أنّ “الكلام للميدان، والنتائج مبنية على الميدان بقسميه في البر، وعبر قصف الصواريخ والمسيّرات، ولدينا القدرة على الاستمرار لمدة طويلة، ولا يمكن أن تهزمنا “إسرائيل” وتفرض شروطها علينا، ونحن رجال الميدان”.
وأشار إلى مسار المفاوضات قائلًا: “استلمنا الورقة التي تبحث في المفاوضات ودرسناها وأبدينا ملاحظاتنا عليها، ونحن استلمنا ورقة المفاوضات وقرأناها جيدًا وأبدينا ملاحظات عليها. ولدى الرئيس بري ملاحظات كذلك، وهي متناغمة ومتوافقة، وهذه الملاحظات قدّمت للمبعوث الأميركي وتم النقاش فيها بالتفصيل، ونحن قرّرنا عدم التكلم عن مضمون الاتفاق ولا عن ملاحظاتنا”.
وتابع: “تفاوضنا تحت سقفين: وقف العدوان بشكل كامل وشامل، وحفظ السيادة اللبنانية، بمعنى لا يحق للعدو أن ينتهك ويقتل ويدخل ساعة يشاء تحت عناوين مختلفة. أعددنا لمعركة طويلة، ونحن نتفاوض الآن، ولكن ليس تحت النار لأن “إسرائيل” أيضًا تحت النار، كما قرّرنا أن يسير مسار الميدان الذي يسير بشكل تصاعديّ مع مسار المفاوضات، وأن نكون أهل إحدى الحسنيين إما النصر أو الشهادة”.
وتوجّه الشيخ قاسم بالتحية “إلى المجاهدين في الميدان، وإلى أهلنا الشرفاء الذين يلتفون حولنا. هذا نموذج يحصّن المقاومة، ويجعلها أقوى في مواجهة التحديات”، وقال: “نحن أمام خيارين، إما السلة أو الذلة، وهيهات منا الذلة، وسنبقى في الميدان وسنقاتل مهما ارتفعت الكلفة، والكلفة ستكون مرتفعة على العدو أيضًا، وعندما لا يحقّق العدو أهدافه، يعني أننا انتصرنا”.
وللنازحين قال الشيخ قاسم: “نعلم أنكم تضحّون كثيرًا، ونحن نقوم بما نستطيع من تأمين المساعدات”، وتوجه بـ “تحية خاصة لحركة أمل”، مؤكداً أن “لا فرق بيننا وبينهم، لأننا عائلة واحدة في وطن واحد”. وأضاف: “نحن اليوم نقاوم في لبنان، دفاعًا في لبنان، ودفاعًا عن شعب لبنان ضد الاحتلال “الإسرائيلي” الذي لن يخرج إلا بالمقاومة، ونحن في أثناء المعركة نفكر بمستقبل وطننا، ولم نغير ولن نبدل في مواقفنا الوطنية الشريفة المقاومة، ونحن نؤمن بتكاتف الجيش والشعب والمقاومة، وهو الرصيد المتبقي لبناء الوطن”.
وتابع قاسم: “وبعد وقف العدوان سنعمل معًا بالتعاون مع الدول والشرفاء من أجل إعادة الإعمار، ليعود لبنان أجمل وأفضل، وسنقدّم مساهمتنا الفعالة لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال مجلس النواب، وستكون خطواتنا السياسية تحت سقف اتفاق الطائف، بالتعاون مع القوى السياسية، كما سنكون حاضرين في الميدان السياسي لمصلحة الوطن لنبني ونحمي في آن معًا”.
وكانت الجبهة الجنوبية اشتعلت على كافة المستويات بين حزب الله وقوات العدو الإسرائيلي، على وقع تسارع وتيرة مفاوضات إطلاق النار، في ظل تأكيد مصادر مطلعة لــ “البناء” بأن الإيجابية سيدة الموقف حتى الآن، وحصل تقدم نوعي في التفاوض بين الرئيس نبيه بري ومبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين في كافة البنود وتفاصيلها التقنية، وباتت الكرة في الملعب الإسرائيلي.
ثم توجه هوكشتاين الى “تل أبيب” والتقى الوزير الإسرائيلي للشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، لإطلاعه على نتائج محادثاته الأخيرة في بيروت؛ وفقًا لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تحدث لموقع “واللا”. وأفاد المسؤول بأنه من المقرّر أن يجتمع هوكشتاين، اليوم مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، لمناقشة القضايا ذات الصلة؛ وسط حالة من “التفاؤل” في “إسرائيل” من إمكانية التوقيع على اتفاق نهائي خلال الفترة المقبلة، علماً بأن لا تزال هنالك بعض المسائل الخلافية.
ونشرت القناة 13 الإسرائيلية مقتطفات مسرّبة مما وصفتها بمسودة اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في لبنان بين “إسرائيل” ولبنان، تشمل منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يومًا لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان بعد دخول الاتفاق حيّز التنفيذ والتزام الطرفين بتنفيذ قراري مجلس الأمن 1559 و1701.
ووفقًا للتقرير، يتضمن الاتفاق ملحقًا إضافيًا بين إسرائيل والولايات المتحدة، يُقدّم ضمانات أميركية بشأن دعم حرية العمل العسكري الإسرائيلي في لبنان للرد على “تهديدات فورية” أو “انتهاك للاتفاق”، ويفتح الاتفاق، وفقاً للمسودة المسربة، الباب أمام مفاوضات مستقبلية “غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية”.
ويتيح الاتفاق للجيش الإسرائيلي، وفقاً للمسودة، البقاء في جنوب لبنان لمدة تصل إلى 60 يومًا بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وبعدها “ستكون ملزمة بالانسحاب الكامل”. كما يدعو الطرفان الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إلى دعم مفاوضات غير مباشرة بشأن ترسيم الحدود البرية، بهدف التوصل إلى تسوية دائمة تستند إلى الخط الأزرق”.
وتشير المسودة إلى أن الجيش اللبناني “سينتشر في جميع المعابر البرية والبحرية، سواء الرسمية منها أو غير الرسمية”، مع إنشاء لجنة خاصة تحت قيادة الولايات المتحدة “للإشراف على الانتهاكات المحتملة للاتفاق”. وتشمل مهام اللجنة “الإشراف على تفكيك مواقع الإرهاب وبُناه التحتية فوق الأرض وتحتها”.
وينص “ملحق الضمانات الأميركية” بين تل أبيب وواشنطن، بحسب القناة 13، على أن لـ”إسرائيل” الحق في التحرك ضد التهديدات الفورية الآتية من لبنان؛ لـ”إسرائيل” الحق في الدفاع عن نفسها وضمان أمنها على الحدود الشمالية؛ تلتزم الولايات المتحدة بمساعدة “إسرائيل” في الدفاع عن أمنها”.
وأشارت القناة إلى وجود نقاط خلافية في الاتفاق، أبرزها البند الذي يمنح “إسرائيل” “حق التحرك ضد التهديدات الفورية” من لبنان، بالإضافة إلى “إشراف واشنطن على اللجنة المخصّصة لمراقبة الانتهاكات”، وهو ما يرفضه لبنان في ظل انحياز الولايات المتحدة الكامل لـ”إسرائيل” ودعمها المطلق لها.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية، الى أننا “نواصل الدفع للتوصل إلى حل دبلوماسي لوقف تبعات الحرب المأساوية في غزة”، لافتةً الى أن “حجم الضحايا في غزة كارثي ولذلك نطالب “إسرائيل” بفعل المزيد لتجنب استمرار ذلك”.
وكان هوكشتاين استكمل جولته على المسؤولين اللبنانيين لبحث اقتراح وقف إطلاق النار. وزار للمرة الثانية في يومين، عين التينة حيث التقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال الدبلوماسي بعد انتهاء اللقاء في تصريح مقتضب، “لن نفصح تفاصيل عن هذا اللقاء المبني على لقاء أمس”. وتحدّث عن “تقدم ايجابي”، معلناً انه سيزور تل أبيب لمناقشة الإدارة هناك”. ولفت الى “انجاز تقدم إضافي”، وقال: “سأنتقل خلال ساعتين الى “إسرائيل” في محاولة للوصول الى خاتمة اذا تمكنا من ذلك ولن أعلن المفاوضات علناّ”.
كما زار هوكشتاين الرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، ترافقه السفيرة الأميركية ليزا جونسون،. وأطلع هوكشتاين الرئيس عون على مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وتم استعراض بعض الأفكار والمقترحات التي تعزّز حقوق لبنان في هذه المفاوضات ودور الجيش اللبناني المعوّل عليه كثيراً بعد وقف إطلاق النار. وبعد الظهر زار هوكشتاين كليمنصو واجتمع مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط. كما التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في معراب.
وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في تقرير طويل حول الحرب الإسرائيلية على لبنان، الى أنه لو جاء كائن من الفضاء الخارجي ونظر إلينا من أعلى، ماذا سيرى؟ سيرى حرباً تستمر منذ أكثر من سنة، ولا نهاية لها. سيرى بأنه لم يتحقق أي هدف من أهداف الحرب، سواء تحرير الأسرى، أو عودة المخلين من الشمال إلى بيوتهم، أو تدمير حماس أو حزب الله، أو إبعاد إيران عن وكلائها. سيرى أن اقتصاد “إسرائيل” في حالة انهيار، والمناعة الاجتماعية في حالة تفكك، وعلى شفا الحرب الأهلية، والعالم المتنور ينفصل عن “إسرائيل”، والجيش البري يتآكل إلى أقصى درجة.
وتابعت الصحيفة العبرية “سيرى هذا الكائن أن الجيش لا يخبر المستوى السياسي بحقيقة الأزمة الشديدة في صفوفه، وجنود الاحتياط الذين أصبح 40 في المئة منهم يصوّتون بالأرجل وهم غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، والجنود النظاميون الذين يسرّحون بسبب حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال. سيرى أيضاً بأن الجيش البري بات في حالة تفكك من ناحية القوة البشرية وتنقصه الوسائل القتالية”.
ميدانياً، شنّ جيش العدو سلسلة غارات على القرى الجنوبية، وأشار رئيس بلدية معركة عادل سعد، الى أن “البلدة تعرّضت لثلاث غارات في مناطق مكتظة بالسكان، يقطنها مدنيون. وعملت فرق الإسعاف على انتشال 4 شهداء منهم. وقد توقف البحث لصعوبة الوضع والتحليق المكثف للطيران الحربي والمسير. والتقديرات تشير إلى إصابات كثيرة وفقدان الاتصال بعدد من العائلات”.
كما أعلنت وزارة الصحة سقوط 9 شهداء و65 جريحاً في حصيلة غير نهائية للغارات على قضاء صور.
في المقابل أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ان عناصره استهدفوا بالصواريخ تجمعاً للقوات الإسرائيلية في موقع جل الدير مقابل بلدة مارون الراس، وعند الأطراف الجنوبيّة لبلدة شمع بقذائف المدفعية. وأعلن أنه “هاجم بالمسيّرات قاعدة شراغا شمالي مدينة عكا المُحتلّة”. وقال: قصفنا برشقة صاروخية تجمعاً لقوات العدو جنوبي مدينة الخيام، كما استهدف ليلاً قوة مشاة إسرائيلية في وادي هونين عند الأطراف الشرقية لبلدة مركبا، بصاروخ موجّه، وتم تحقيق إصابات مؤكدة، ولدى وصول قوة مشاة إسرائيلية ثانية لسحب الإصابات، استهدفها المجاهدون بصاروخٍ موجّه ثانٍ، أوقع فيهم إصابات مؤكدة. حاولت عند الساعة 11:10 مساءً، قوة مشاة إسرائيلية ثالثة التقدّم لسحب القتلى والجرحى، فاستهدفها المجاهدون بصاروخ موجّه ثالث، وأوقعوهم بين قتيل وجريح، واستهدف أيضاً ليل الثلثاء – الأربعاء، تجمعًا للقوّات الإسرائيلية في موقع المرج (في محيط وادي هونين) المقابل لبلدة مركبا، بصليةٍ صاروخيّة.
كذلك أعلن الحزب، أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسناداً لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعًا عن لبنان وشعبه، استهدف مجاهدو المُقاومة الإسلاميّة تجمعًا لجنود جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة أفيفيم، بصليةٍ صاروخيّة”.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، عن “إصابة قائد سرية بجروح خطيرة في معارك جنوب لبنان”. فيما ادعى رئيس أركان جيش العدو الإسرائيلي، الى أن “قواتنا موجودة في جنوب لبنان لهدف واضح وهو إعادة سكان الشمال لبيوتهم بأمان”.
المصدر: صحف
0 تعليق