نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
من كييف إلى برلين.. تأثير الهجوم الروسي على سياسة أوروبا, اليوم الاثنين 18 نوفمبر 2024 10:05 صباحاً
في حرب أوكرانيا، من أطلق الرصاصة الأولى لن يكون من يطلق الرصاصة الأخيرة.. فالميدان يتكلم وروسيا تتقدم وتسابق الزمن لإنهاء الصراع بشروطها ومكاسبها ربما قبل تولي دونالد ترامب رسميا الرئاسة الأميركية.
الميدان المشتعل تعكسه هجمات روسية وصفت بالأعنف منذ فترة، إذ استهدف الجيش الروسي البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء أوكرانيا بأكثر من 200 من صواريخ كروز وصواريخ باليستية وطائرات مسيرة.
هجوم روسي واسع على البنية التحتية الأوكرانية
وزير الطاقة الأوكراني قال إن الهجوم الصاروخي الروسي الذي استهدف البنية التحتية للطاقة أجبر السلطات على بدء عمليات قطع احترازي للكهرباء.
ودوت انفجارات في كييف في الساعات الأولى من صباح اليوم بعد أن حذرت السلطات الأوكرانية من هجوم روسي كبير بالصواريخ.
وقالت الإدارة العسكرية للعاصمة الأوكرانية إن وحدات الدفاع الجوي حاولت التصدي للهجوم الجوي الروسي ونجحت في العديد من المواقع من إفشاله لكنها أخفقت في مواقع أخرى.
وعملا بمقولة "أطرق الحديد وهو ساخن" وعلى وقع هذه الضربات جاء تصريح دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي عندما قال إن أحد شروط التسوية في أوكرانيا يجب أن يكون إلغاء العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.
وأشار مدفيديف إلى أن استمرار الصراع في أوكرانيا مفيد للولايات المتحدة، التي زادت من تصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا نتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا على حد تعبيره.
الهجوم الروسي الأضخم، أفزع بولندا المجاورة ووضعت قيادة الجيش البولندي أنظمة الاستطلاع الرادارية وأنظمة الدفاع الجوي الأرضية في حالة تأهب قصوى، وأمرت بإقلاع الطائرات، ونشر الصواريخ الاعتراضية، وحشد كل القوات والقدرات المتاحة.
وارسو لفتت إلى أن الإجراءات المتخذة تهدف إلى ضمان الأمن في المناطق الحدودية المتاخمة للمناطق المعرضة للخطر في أوكرانيا
أما ألمانيا، وتحت عباءة الوساطة، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إنه طلب إجراء مكالمة أخرى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واوضح شولتز أن محادثاته السابقة مع الرئيس بوتين، لم تكشف عن أي مؤشرات على تغيير في طريقة تفكيره بشأن الحرب في أوكرانيا.
ودافع شولتز عن قراره بالتواصل مع بوتين رغم تعرضه لانتقادات حادة.
تصعيد روسي يهدف إلى الضغط على الغرب
في تعليقه على الهجوم، قال الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، بسام البني، إن روسيا تقوم بهذه الضربات كجزء من سياسة ضغط متواصلة على أوكرانيا والغرب، مؤكداً أن موسكو تسعى إلى تعزيز موقفها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.
وأضاف أن الهجوم الروسي يعكس رغبة في تحجيم قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الصراع وتحدي الغرب، في وقت حساس يسبق تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مهامه.
أهداف روسيا.. هل تُحقق؟
ورغم أن القوات الروسية سيطرت على مناطق كبيرة من الأراضي الأوكرانية، فإن الأهداف الكبرى، كاجتثاث النازية ونزع السلاح من أوكرانيا، لا تزال بعيدة عن التحقيق.
في هذا السياق، قال البني إن روسيا تحقق تقدمًا في السيطرة على الأراضي ذات التوجهات الانفصالية، لكنها لا تزال تواجه مقاومة شديدة من القوات الأوكرانية.
وأضاف أن تحقيق أهداف مثل "نزع السلاح" أو "إزالة النازية" يتطلب مواصلة الضغط العسكري، وقد لا يكون قابلاً للتحقيق عبر المفاوضات فقط.
ميدفيديف.. رفع العقوبات كشرط للتسوية
في مقابلة مع التاسعة، أشار بسام البني إلى أن تصريح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، الذي دعا إلى رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا كشرط للتسوية في أوكرانيا أن هذا التصريح يعد "تعجيزيًا"، حيث أن الولايات المتحدة لا ترغب في رفع العقوبات، لأنها تعتبرها أداة ضغط على روسيا وعلى الاقتصاد الأوروبي.
وأضاف أن موسكو قد تكون مستعدة للذهاب إلى أبعد مدى في الحرب لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، بما في ذلك السيطرة على مناطق إضافية من الأراضي الأوكرانية.
الولايات المتحدة وأوروبا.. استراتيجيات متناقضة
أما مارك كيميت، المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي، فناقش تأثير هذه الحرب على العلاقات بين الغرب وروسيا. وأكد أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يواجهان تحديات في التعامل مع التصعيد الروسي، مشيراً إلى أن أميركا لن ترفع العقوبات عن روسيا في الوقت الحالي.
وتساءل كيميت عن موقف أوروبا، مشيرًا إلى أن العديد من الدول الأوروبية تعاني من تأثير العقوبات على اقتصادها، وأن هناك انقسامًا في المواقف الأوروبية بشأن كيفية التعامل مع روسيا.
مستقبل الحرب.. هل سيكون هناك توافق دولي؟
وبشأن إمكانية حدوث تسوية دبلوماسية في ظل التصعيد المستمر، قال البني إن الحرب قد تستمر طالما أن روسيا لا تتلقى ضمانات أمنية من الغرب، مشيرًا إلى أن موسكو تسعى للحصول على اعتراف دولي بأمنها واستقرارها.
أما كيميت فقد أشار إلى أن الحل الدبلوماسي قد يصبح ممكنًا إذا تغيرت مواقف الأطراف الدولية، ولكن ذلك يبدو بعيد المنال في الوقت الحالي بسبب تشدد المواقف الروسية والأميركية.
تصعيد مستمر مع غموض في الحلول
وأكد الضيفان أن التصعيد العسكري في أوكرانيا قد يظل مستمرًا في الفترة القادمة، مع غموض كبير حول مصير التسوية السياسية. وبينما تواصل روسيا تصعيد الهجمات على أوكرانيا، يبدو أن الحوار السياسي بين الأطراف المتنازعة قد يكون هو الحل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد العسكري في المنطقة.
0 تعليق