فقدت الساحة الفنية المصرية اليوم أحد أعمدتها، الفنان القدير نبيل الحلفاوي، الذي غادر عالمنا الأحد بعد معاناة مع المرض، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا وشعبية كبيرة بين جمهوره، خاصة بين عشاق النادي الأهلي الذي كان أحد أبرز مشجعيه.

من هو نبيل الحلفاوي؟

وُلد نبيل الحلفاوي في 22 أبريل 1947 بحي السيدة زينب بالقاهرة، وتخرج في كلية التجارة بجامعة القاهرة عام 1966. لاحقًا، انضم إلى المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث انطلقت مسيرته الفنية في عام 1970.

خلال مشواره، قدم الحلفاوي أكثر من 80 عملًا متنوعًا بين السينما، التلفزيون، والمسرح، واشتهر بقدرته على تجسيد شخصيات مركبة بمهارة عالية، ليصبح أحد أبرز نجوم الفن المصري.

أهم محطات الحلفاوي الفنية

في الدراما التلفزيونية

كان الحلفاوي رمزًا للأدوار المعقدة والمؤثرة، وترك بصمة في العديد من المسلسلات التي ما زالت محفورة في ذاكرة المشاهدين، ومنها:

رأفت الهجان (1990): دور "محمد نسيم" الذي جسّد شخصية وطنية حازت إعجاب الجمهور.

زيزينيا: تألق بدور "رفاعي" الذي عكس عمق الشخصية وثراء الأداء.

دهشة (2014) وونوس (2016): أعمال تلفزيونية حديثة أكدت استمراريته في تقديم الأدوار المميزة.

القاهرة كابول (2021): دور محوري أعاد تقديمه للجمهور بشكل جديد.

في السينما

رغم قلة أعماله السينمائية مقارنة بالتلفزيون، إلا أن أدواره كانت دائمًا قوية ومؤثرة، ومنها:

الطريق إلى إيلات (1994): عمل وطني يحكي عن بطولات القوات البحرية المصرية.

شبكة الموت (1990) وفقراء لا يدخلون الجنة (1984): أدوار كشفت عن قدراته الاستثنائية في تجسيد التحديات النفسية.

على خشبة المسرح

كانت للمسرح مكانة خاصة لدى الحلفاوي، حيث قدم أعمالًا مسرحية راسخة مثل:

الزير سالم (1985).

إضحك لما تموت (2018): أحد أعماله الأخيرة التي جمعت بين الكوميديا والعمق الدرامي.

علاقة خاصة مع جمهور الأهلي

كان نبيل الحلفاوي أكثر من مجرد فنان بالنسبة لجمهور النادي الأهلي. عُرف بتشجيعه المتعصب للنادي الأحمر، وكان دائم التواصل مع عشاقه عبر حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، حيث شاركهم آرائه وتحليلاته للمباريات، مما جعله محبوبًا بين جماهير الرياضة.

وفاته ومعاناته الصحية

تعرض الفنان لوعكة صحية شديدة في الأيام الأخيرة أثرت على جهازه التنفسي، نتيجة التدخين الكثيف. دخل العناية المركزة، لكنه لم يلبث طويلًا حتى وافته المنية صباح اليوم.

في تغريدة مؤثرة، أعلن ولداه، وليد وخالد، خبر وفاته:

"القبطان نبيل الحلفاوي رحل كما كان يتمنى، دون عذاب طويل. شكرًا لكل الحب والدعاء. صلاة الجنازة ستقام اليوم بعد صلاة العشاء بمسجد الشرطة زايد."

برحيل الحلفاوي، يفقد الفن المصري أحد رموزه، تاركًا خلفه إرثًا زاخرًا بالأعمال المميزة وذكريات لن تُمحى من قلوب محبيه.