نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سطر من كتاب المتاهة السورية, اليوم السبت 14 ديسمبر 2024 05:05 مساءً
زار الكاتب الصحفى الأستاذ وليد الشيخ سوريا الشقيقة فى العشر سنوات الأخيرة أربعًا وعشرين مرة، وتلك الزيارات المتعددة أتاحت له أن يتجول بين أرجاء الشقيقة سوريا من أقصى جنوبها إلى أقصى شمالها، وقد أثمرت تلك الزيارات عن مقالات كثيرة، وتحقيقات كتبها الزميل الأستاذ وليد، وهو الأمر الذى جعله متخصصًا فى الشأن السورى، يكتب عن علم وتجربة ومعرفة.
أمر التخصص هذا، جعل أصدقاء الكاتب، يناشدونه أن يكشف لهم عن خفايا الوضع فى الشقيقة المسكينة، التى تكالبت عليها جيوش الأرض، فما كان من الكاتب إلا أن قدم اعتذاره للجميع، لأنه يجهل حقائق الوضع السورى!
يعنى بعد كل تلك الزيارات، وبعد كل تلك المقالات، وبعد كل تلك المعرفة، فالرجل لا يعرف، ولا يريد أن يخدع القارئ.
لماذا الوضع معقد كل هذا التعقيد؟
يجيب الكاتب بذكر أسماء الفصائل المسلحة، وهى كما يلى: قوات سوريا الديمقراطية الكردية «قسد»، المتحالفة مع أمريكا، ثم هناك «الجيش الوطنى السورى»، و«أحرار الشرقية»، و«لواء السلطان مراد» التركمانية التابعة لتركيا، وبقايا «الجيش السورى الحر»، و«هيئة تحرير الشام» الموالية لها، بمن فيها جبهة النصرة والقاعدة، و«داعش»، و«حراس الدين»، و«أحرار الشام»، و«جيش الإسلام»، و«صقور الشام»، و«لواء شهداء الشام»، و«لواء الحق»، و«فيلق الرحمن»، و«فيلق الشام»، و«جيش المجاهدين»، و«جند الحق»، و«فرقة السلطان مراد»، و«لواء نور الدين زنكى»، وتجمع «فاستقم كما أمرت»، و«وحدات حماية الشعب» الكردية، ومقاتلى «حزب الله» اللبنانى، وميليشيات «فاطميون» و«زينبيون» الموالية لإيران، و«كتائب حزب الله» و«عصائب أهل الحق»، و«الحشد الشعبى» العراقية، و«الجيش العلوى الحر».
هل رأيت هذه المتاهة من الفصائل؟
هل منا من يعرف أفكار وأيدولوجيات تلك الفصائل؟
هل نعرف شيئًا عن الانتماء الحقيقى لكل تلك الفصائل؟
هل لن تتقاتل تلك الفصائل ضد بعضها البعض دفاعًا عن مكاسبها، وعن مغانم الحرب؟
بعد الكشف عن متاهات الفصائل، التى لا يعرف لها أحد رأسًا من قدمين، يأتى دور متاهات القواعد والنقاط العسكرية الأجنبية.
قال الكاتب: إن القواعد العسكرية الأجنبية المعروفة، يبلغ عددها 102 قاعدة، أما النقاط العسكرية الأجنبية، فيبلغ عددها 699 نقطة، ومجمع القواعد والنقاط يبلغ 801 قاعدة ونقطة عسكرية.
والقواعد والنقاط، تنتمى إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، وتركيا، وإيران.
طبعًا هناك جيش العدو، الذى يحتل كل هضبة الجولان السورية، وهو لم يكتف باحتلالها، بل قام بضمها إلى الأرض، التى يحتلها من فلسطين، وقامت الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بهذا الضم، رغم رفض العالم كله لهذا المسلك العدوانى.
وقد انتهز جيش دولة الاحتلال، الموقف السورى الحالى، وطور هجومه، واحتل المزيد من الأرض، حتى أنه سيطر على المناطق، التى حررها الجيش العربى السورى فى معركة العاشر من رمضان، التى خاضها بالاشتراك مع جيشنا المصرى.
والحال كما ترى، فكيف يلومنا بعضهم، لأن القلق على سوريا الشقيقة، يأكل قلوبنا؟
قلقنا مشروع، بل واجب، فحتى أهل التخصص، أعلنوا عن عجزهم، فالذى حدث، ويحدث فوق طاقات المحللين، ولو عظمت قدراتهم، نحن فى قلب دوامة، قد لا ينجو منها أحد، وقد تطال الجميع، وقد تفت ما نظنه نحن متماسكًا.
إن الإنجاز السورى الحقيقى، سيتحقق عندما يقرر السوريون الحفاظ على وحدة بلادهم أولًا وقبل كل شىء، أما الانشغال بمشاعر الانتقام ورغبات التشفى، فلن تزيد الطين السورى إلا بلة.
حفظ الله سوريا الحبيبة والشقيقة.
0 تعليق