التطورات السورية: أسئلة مشروعة حول المشهد المقبل

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التطورات السورية: أسئلة مشروعة حول المشهد المقبل, اليوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2024 02:27 صباحاً

في الأيام الماضية، طُرحت الكثير من الأسئلة حول ما يحصل في المشهد السوري، أغلبها يتعلق بحقيقة ما كان يحصل، على أرض الواقع، قبل الإعلان عن مغادرة الرئيس السابق بشار الأسد البلاد، خصوصاً أن ليس هناك من كان يتوقع هذا التحول بالسرعة التي تم فيها، الأمر الذي دفع بالكثيرين إلى طرح مجموعة واسعة من الروايات، التي لا يمكن التأكد من صحة أي منها، وقد لا يكون من الممكن الوصول إلى ذلك في المستقبل.

إنطلاقاً من ذلك، قد يكون من المفيد الإبتعاد، في قراءة المشهد المقبل، عن الغرق في التفاصيل، التي يتم التداول بها من خلفيات عدة، منها ما هو متعلق بأحقاد ماضية أو مصالح مستقبلية أو حالة ضياع راهنة أو هروب من لحظة الحقيقة، نظراً إلى أن هناك مؤشرات، من المفترض الإنطلاق منها، لا علاقة لها بكل هذه التفاصيل.

الركائز الأساسية في قراءة المشهد، قد تكون تلك المتعلقة بإستقرار أي دولة: الهوية المجتمعية، المقدرات الإقتصادية، السلطة السياسية، السلطة العسكرية، التي من المفترض أن تتضح أكثر في المستقبل الأجوبة عليها، في حال كان للتجربة الحالية الفرصة كي تعمر طويلاً، ولا تكون تكراراً لتلك التي مرت فيها العديد من الدول، في السنوات الماضية، ما أدخلها في فوضى لم تنته.

بالنسبة إلى الهوية الإجتماعية، من الطبيعي السؤال عما إذا كان التحول القائم في سوريا قادر على بناء هوية جامعة، تكون ركيزة في بناء دولة مستقبلية، في ظل المخاوف والهواجس التي لدى كل مكون من مكونات المجتمع، حيث لا يزال العنوان الأبرز، اليوم، في الداخل السوري، هو القلق من المستقبل، في ظل عدم وجود مشروع جامع على أرض الواقع، بغض النظر عن الشعارات التي تُرفع.

فيما يتعلق بالسلطة السياسية، لم يظهر، حتى الآن، أي إطار واضح حول المرحلة المقبلة، تحديداً حول شكل الحكم والتركيبة التي من الممكن أن تكون مقبولة من جميع القوى، الداخلية والخارجية، لا سيما أن المكون الأقوى في فصائل المعارضة تُطرح حول خلفياته التاريخية علامات الإستفهام، فهل سيكون، في ظل التحولات التي يدّعيها، مقبولاً من جميع الجهات في مجتمع متعدد؟.

بالتزامن، من الطبيعي السؤال عما إذا كان هو نفسه، أو الجهات الداعمة له، في وارد القبول بإطار يحقق مصالح الجميع، وفي حال وافق هل يصمد هذا الإطار لاحقاً، في ظل التحديات التي تنتظره، لا سيما على المستويين الأمني والإقتصادي، بالإضافة إلى المخاوف التي لدى العديد من الجهات الإقليمية والدولية، حيث الصراع الدائم على النفوذ في هذه المنطقة؟.

بناء على ذلك، من الممكن الحديث، بالنسبة إلى السلطة العسكرية أو الأمنية، أن هيئة "تحرير الشام" هي الفصيل الأقوى داخل قوى المعارضة، فهل تملك القدرة على ضبط الأوضاع على كامل التراب السوري، سواء من ناحية العديد أو القبول، أم أنها ستدخل في صراع مع باقي الفصائل لا ينتهي في وقت قريب؟.

بالنسبة إلى الواقع الإقتصادي، يمكن السؤال عن قدرة شركاء المرحلة الحالية، تحديداً الجانبين الروسي والتركي، على تأمين مقومات الإستقرار في سوريا، حيث الجواب، في ظل أوضاع كل منهما الداخلية معروف، لكن قد يكون لديهما رهان على تسوية تشترك فيها جهات إقليمية أخرى، من الصعب تصور حصولها سريعاً، نظراً إلى أن هناك مشاريع أخرى حاضرة ومخاوف من مستقبل التحول القائم.

في المحصلة، سوريا والمنطقة في مرحلة يسود فيها القلق من المجهول، إذ ليس هناك من يملك الأجوبة الحاسمة حول المستقبل، وبالتالي لا يمكن توقع أي شي بشكل حاسم، فالجميع في مرحلة ترقب، لكنه وحده الجانب الإسرائيلي يدرك حقيقة الواقع، ولذلك قرر التحرك بنفسه لخلق أمر واقع يخدم مصالحه قبل أي أمر آخر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق