نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
48 مليون دينار اعتمادات جديدة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية, اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 12:55 مساءً
نشر في الشروق يوم 09 - 12 - 2024
تعد تونس واحدة من الدول التي تمتلك إمكانيات جيدة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وهو ما يمكن أن يحدث تأثيرًا إيجابيًا في عدة قطاعات اقتصادية محورية، حيث يتم يتوجه بنسق حثيث لدعم استعمال الطاقة الشمسية في مختلف المجالات. وتعود أهمية هذه الطاقة إلى أنها نظيفة ومتجددة، مما يساهم في تحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية. وتتمتع البلاد بموقع جغرافي يتيح لها الاستفادة من عدد كبير من الأيام المشمسة على مدار السنة، حيث يتراوح المعدل السنوي لساعات الشمس بين 2800 و3200 ساعة/السنة، وهو ما يجعلها بيئة جيدة للاستثمار في الطاقة الشمسية واعتبارها أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة التي يجري التطلع للارتكاز عليها كمصدر رئيسي للطاقة.
وقد بدأ هذا الاستثمار بالفعل، إذ توجد العديد من المشاريع والمبادرات الحكومية والخاصة لتركيب الألواح الشمسية وتحويل الطاقة الشمسية إلى كهرباء. أشرفت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة السيدة فاطمة الثابت شيبوب نهاية الأسبوع الفارط، على موكب وضع حجر الأساس لإنجاز مشروعين لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية بقدرة 10 ميغاواط لكل مشروع وذلك بمعتمدية فريانة من ولاية القصرين بحضور عدد من إطارات الوزارة والرئيس المدير العام للشركة التونسية للكهرباء والغاز فيصل طريفة وممثلين عن الشركات المستثمرة في المشروع والجهات المانحة.
وتشرف شركتان على انجاز هذين المشروعين في إطار نظام التراخيص وبتمويل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بكلفة تناهز 14.5 مليون أورو أي ما يعادل 48 مليون دينار. وجرى التأكيد، في هذا الصدد، على أن هذين المشروعين سيساهمان في تعزيز الشبكة الوطنية للكهرباء إلى جانب ضمان جودة واستمرارية التزوّد بالتيار الكهربائي بالجهة والاستجابة للطلب خاصة في فترة ذروة الاستهلاك.
في نفس السياق، يندرج إنجاز هذه المشاريع في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي من خلال تحقيق نسبة إدماج الطاقات المتجددة في المزيج الوطني للكهرباء بنسبة 35 بالمائة بحلول سنة 2030، بما سيساهم أيضا في مزيد التشجيع على الاستثمار في مجال الطاقات النظيفة مقابل التقليص من عجز ميزان الطاقة الأولية.
كما انه من المنتظر ان يمكن هذين المشروعين من إنتاج كهرباء يعادل استهلاك حوالي 30 ألف مسكن وتحقيق اقتصاد بحوالي 8 آلاف طن من الغاز الطبيعي سنويّا بقيمة تناهز 4 مليون دولار وذلك بالتوازي مع المساهمة المرتقبة للمشروعين سيساهمان في التخفيض من انبعاث الغازات الدفيئة بحوالي 17 ألف طن سنويّا. ومن المنتظر أن يدخلا حيّز الإنتاج قبل صائفة 2025. يشار الى ان الحكومة كانت قد أعلنت مؤخرا عن توقيع اتفاقيتي إنجاز محطتي إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية بكل من ولايتي قفصة وتطاوين، بقدرة 300 ميغاواط ليتم بذلك استكمال 500 ميغاواط ضمن المرحلة الأولى من إنتاج الكهرباء كاشفة ان تكلفة الاستثمارات الإجمالية للمحطتين تقدر بحوالي 800 مليون دينار. وتم في ماي الماضي، وضع حجر الأساس لانطلاق إنجاز محطة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية الفولطاضوئية بمنطقة المتبسطة من ولاية القيروان بقدرة 100 ميغاواط، ضمن المرحلة الأولى من برنامج إنتاج الكهرباء من الطاقات المتجددة والتي تم خلالها إسناد 5 مشاريع إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميغاواط بخمسة ولايات وهي تطاوين (200 ميغاواط)، وتوزر (50ميغاواط)، وسيدي بوزيد (50 ميغاواط)، والقيروان (100 ميغاواط) وقفصة (100 ميغاواط) .
ويأتي هذا التمشي، بعدما تعهدت 118 حكومة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28)، بمضاعفة قدرة العالم على إنتاج الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030، ومضاعفة كفاءة الطاقة. وبشكل عام، لا زال هناك الكثير من العمل الذي ينبغي على العالم إنجازه، إذ كشف تقرير صندوق النقد الدولي أن دعم الوقود الأحفوري سجل مستويات غير مسبوقة، حيث وصل إلى 7 تريليونات دولار في العام الماضي نتيجة دعم الحكومات للمستهلكين والشركات خلال ارتفاع الأسعار العالمية للطاقة، إثر الحرب في أوكرانيا والتعافي الاقتصادي من جائحة كوفيد-19.
.
0 تعليق