سلمى السويدي.. رحلة عدسة مع الطيور وأعشاشها

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سلمى السويدي.. رحلة عدسة مع الطيور وأعشاشها, اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 02:31 صباحاً

حكاية عنوانها الشغف جمعت بين الإماراتية سلمى السويدي والتصوير، وتحديداً تصوير عالم الطيور الذي وهبته كل إبداعاتها وعدستها، لتوثّق هذه الكائنات في أجمل لحظاتها، وهي لحظات الأمومة والتكاثر والأعشاش.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي يحملها هذا المجال، بدءاً من صعوبة تصوير بيئة الطيور، وصولاً إلى التحديات الصحية، نظراً لما تعانيه السويدي من مشكلة في المشي في قدمها منذ الطفولة، فإنها تجاوزت كل هذه التحديات بالإصرار والعزيمة، من أجل توثيق أجمل لحظات الطيور.

مشاهد الأمومة

سلمى السويدي استهلت حديثها مع «الإمارات اليوم» بالعودة إلى البدايات، وقالت: «كان التصوير مجرد هواية، وفي عام 2008 بدأت أقرأ عن التصوير وحضرت العديد من المحاضرات، ودرست في اتحاد المصورين العرب إلى أن طورت الهواية والمهارات مع الوقت». ولفتت إلى أنها قد اختبرت الكثير من المجالات في التصوير، لكن تصوير الحياة البرية وتحديداً عالم الطيور كان الأقرب إليها، فراحت تتعمق في تصوير عالم الطيور، وقد جذبتها كثيراً مشاهد الأمومة، فالتقطت أمهات الطيور في أعشاشها.

وأضافت السويدي: «هذا العشق للتصوير يقابله عشق كبير للقراءة، دفعني إلى تقديم تجربتي مع عالم الطيور في كتاب أيضاً، بهدف توصيل معلومات عن بيئة الإمارات، وركزت على أنواع الأعشاش في الإمارات، وتوسّعت فيها وفق منهجية علمية، للإسهام في نقل صورة عن البيئة الإماراتية وتنوعها».

البيئات الصعبة

ولفتت السويدي إلى أن رحلة تصوير الطيور تستغرق غالباً ساعات من البحث والانتظار، حتى إنها في بعض الأحيان تقوم برحلات وأبحاث كثيرة، ولا تتمكن من التقاط صور جديدة. وأكدت وجود العديد من الصعوبات والتحديات في المجال، ومنها أحوال الجو، إذ إنها تقود لساعات في بعض الأحيان، وتواجه حالة من الضباب الكثيف أو الأمطار، ما يضطرها إلى التعامل مع خطورة الطرق. ولا تتوقف التحديات عند هذا الحد، إذ توجد مجموعة من البيئات الصعبة التي تشكل تحدياً، خصوصاً أن السويدي تعاني مشكلات في المشي، وقالت في هذا الصدد: «لديّ إعاقة في قدمي وأواجه مشكلة في المشي منذ الصغر، وأثّرت في حركة قدم واحدة لديّ، وهذه المشكلة الصحية كانت تضطرني في بعض الأماكن الجبلية إلى المشي والزحف». وأضافت: «هذا التعب الذي أتكبّده من أجل التقاط الصور، هو المتعة الحقيقية، فهو الذي يُشعرني بطعم الإنجاز، خصوصاً حين يكون المكان متطلباً للجهد والوقت، كما أن هذه الإعاقة التي وجدت لديّ منذ الصغر، هي التي أوجدت نوعاً من التحدي تجاه ما أقوم به، إذ أرفض الاستسلام، وهذا ما دفعني إلى اختيار مجال صعب على الفتاة». وأوضحت أن تصوير بيئة الطيور يتطلب أنواعاً معينة من المعدات التي تعتبر ثقيلة الوزن، كما أنها مكلفة مادياً جداً، فضلاً عن اضطرارها لتبديل سيارتها كل ثلاث سنوات بسبب البيئات الصعبة التي تدخلها.

موقع «إي بيرد»

وحول متابعتها لعالم الطيور من أجل توثيقها، أكدت السويدي أنها تقوم بتسجيل متابعاتها في موقع رسمي يحمل عنوان «إي بيرد»، وهو موقع يتابع تسجيلات وحركات الطيور على مستوى العالم، موضحة أنها حين تختار التقاط صور لطائر معين، تقوم بمتابعة المعلومات المتوافرة عنه، سواء لجهة مواقع وجوده أو حتى المواسم، حتى تتمكن من تصويره وتسجيله في الكتاب. وأكدت أنها تستعين بالمعلومات المدخلة حول الطيور في الموقع، وبعد الانتهاء من التصوير تقوم بإدخال الصور والمعلومات الجديدة حول الطيور التي التقطتها، ولاسيما النادرة منها.

حدائق ومحميات

وأشارت السويدي إلى أن بيئة الإمارات تتميز بتنوعها الفطري الكبير، فهي بيئة غنية بالطيور، فالحكومة أوجدت الكثير من الحدائق والمحميات الطبيعية، ما أدى إلى قيام الطيور المهاجرة بالاستيطان، نظراً لتوافر الطعام والمياه.

وتلتقط السويدي الصور في مختلف أماكن الدولة، ومنها محميات «المها» في أبوظبي، نظراً لتنوعها الفطري كونها تعتبر مزارع دائرية، وتحتوي على كثير من الطيور منها الجوارح والطيور الصغيرة، لاسيما في مواسم الهجرة، فضلاً عن محميات كلباء والفجيرة و«القرم» في أم القيوين، إلى جانب الحدائق الواقعة على كورنيش أبوظبي التي تستقطب الطيور النادرة، كونها تقع على البحر، إذ تأخذ الطيور المهاجرة استراحة فيها. وأوضحت وجود اختلافات في أنواع الطيور بين هذه المحميات، فهناك طيور بحرية وأخرى جبلية، وكذلك طيور صحراوية. وعلى الرغم من التشابه، فإن هناك نوعاً خاصاً من الطيور لكل بيئة. وتلتقط السويدي صورها لعالم الطيور في جميع الفصول، بما فيها فصل الصيف أو حتى كل أيام السنة، مشيرة إلى أنها تقوم بالتصوير على نحو يومي تقريباً، وتتابع أعشاش الطيور على مدار العام.

وحصدت سلمى السويدي أخيراً جائزة «صناع المحتوى الفوتوغرافي» في جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي. وأشارت إلى أن هذه الجائزة تشكل حافزاً لها للاستمرار، مبينة أنها ستقوم بنشر كتاب جديد عن الطيور قريباً.


الطيور الشائعة وأعشاشها

أصدرت سلمى السويدي كتاباً يحمل عنوان «الطيور الشائعة وأعشاشها في الإمارات العربية المتحدة»، ولفتت إلى أن الكتاب استغرق منها جهداً امتد 14 عاماً، وهو يتحدث عن أنواع الطيور الشائعة في الإمارات، ويبحث في أنواع الأعشاش التي تستخدمها الطيور في الإمارات، فهو كتاب علمي توثيقي. ولفتت إلى أن الكتاب يشرح أيضاً أنواع البيض وأشكاله وأحجامه، وكذلك أفراخ الطيور وألوانها وأعمارها.

وأشارت إلى أنها تخطط لإصدار كتابين آخرين، موضحة أنها نشأت في بيئة صحراوية، ما أوجد اهتماماً كبيراً لديها بالبيئة الصحراوية والطيور، فضلاً عن أن التصوير في هذه البيئة الهادئة يشكّل حالة من التأمل.

سلمى السويدي:

. ركزت على أنواع الطيور وأعشاشها لنقل صورة عن البيئة الإماراتية وتنوعها.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق