"النشرة": هل نكبت "حماس" محور "المقاومة" خدمة لمشروع "الاخوان"؟

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"النشرة": هل نكبت "حماس" محور "المقاومة" خدمة لمشروع "الاخوان"؟, اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024 07:03 مساءً

بدأ نقاشات جدّية في جلسات مفكري ومناصري "محور المقاومة" في لبنان حول تداعيات ما حصل منذ إعلان "حزب الله" مواجهة الإسناد لقطاع غزة. واذا كان هؤلاء ينطلقون من الإقرار بعدائية إسرائيل الدائمة للبنان، فإنّ التباينات الجوهرية بدت واضحة في تلك الجلسات حول خطأ حسابات الإسناد، و"الإنجرار خلف خطوة حركة حماس التي نفّذتها في السابع من تشرين الاول/اكتوبر عام 2023، بعملية عسكرية داخل مستوطنات ومواقع اسرائيلية في غلاف غزة".

جاء قرار "حزب الله" بإسناد القطاع، لتتدرّج المواجهة إلى فتح إسرائيل أعنف حروبها ضد الحزب، وضمناً لبنان. واذا كانت قيادة "حزب الله" تحدثت عن انتصار، فإن أحداً لا يقتنع بهذا المنطق، ولا مناصري الحزب انفسهم، نظراً إلى النتائج والتداعيات السلبية التي ولدتها تلك الحرب.

يُمكن تجاهل كل التفاصيل اللبنانية، رغم اثارها المؤلمة، والذهاب مباشرة إلى النتائج الاستراتيجية التي تُستحضر في جلسات النقاش المفتوحة، والتي اطّلعت "النشرة" على مساراتها:

سبّبت خسائر "حزب الله" البشرية والتسليحية في حرب الاسناد، عدم قدرته على مؤازرة الجيش السوري في حربه ضد المتشددين الإسلاميين (جبهة النصرة)، التي تعاونت مع فصائل إسلامية اخرى في التمدد ضمن محافظات ادلب وحلب وحماه، وتتوعد بالدخول إلى حمص، واشعال ساحات درعا و دير الزور.

لو كان الحزب موجوداً في سوريا، كما كان قبل حرب غزة، ما استطاعت الجماعات المتشددة فرض سيطرتها على مساحات خارج اماكن تواجدها في ادلب، وهي اول خسارة استراتيجية للحزب، نتيجة قطع طريق الامداد الذي كان يصله بين ايران ولبنان عبر سوريا والعراق.

يشكّل تمدد "النصرة" وحلفاؤها ارباكاً كبيراً لمحور "المقاومة والممانعة". كيف لهم مواجهة المخاطر المحتملة على الحدود اللبنانية الشرقية، كما فعلوا منذ بضع سنوات؟

جاءت تلك التطورات لتؤكد رعاية جماعة "الاخوان المسلمين" في تركيا للتمدد المسلّح في المحافظات السورية، رغم أن "النصرة" هي وليدة تنظيم "القاعدة". كما بارك "اخوان" لبنان وفلسطين وباقي دول الاقليم، تلك الخطوات "الثورية"، كما وصفها بيان "الجماعة الاسلامية" في لبنان، الذي قال انها "الحق المقدس" واعتبار ما حصل انه يشكّل "بارقة امل".

وفي الجلسات ايضاً، طرح اسئلة، للتشكيك بخطوة إسناد غزة: اين كان مسلحو سوريا في مقاربة ملف غزة؟ لماذا لم يساندوا "حماس" او "الجماعة الاسلامية" في لبنان بالحرب التي حصلت مع اسرائيل؟ هل كانوا ينتظرون ان تُنهك اسرائيل "محور المقاومة" للدخول في حرب ضده؟ هذا ما حصل بالفعل: عندما نُكب المحور المذكور نتيجة الحرب الإسرائيلية تقدّم المتشددون الإسلاميون من ادلب بإتجاه حلب وحماه، ويتحضرون للتمدّد بإتجاه حمص، على اطراف المناطق التي تتواجد فيها بيئة "حزب الله" في شرق البقاع.

يمكن ربط تلك المستجدات بدور مشترك للأتراك والقطريين، وهم يدورون في فلك جماعة "الاخوان المسلمين" بمهادنة إسرائيل، وكانوا يتحكّمون بقرارات حركة "حماس" الإخوانية. فهل كانت قرارات الحركة في غزة خاضعة لاعتبارات تؤدّي إلى إشغال "محور المقاومة" واضعافه، تمهيداً لإنقضاض المجموعات المسلحة المتشددة اسلامياً عليه في سوريا وبعدها في العراق؟ بكل صراحة، يطرح السؤال: ماذا تحمل غزة من اسرار قادت إلى دفع "حماس" كل "محور المقاومة" إلى النكبة؟ لا بدّ ان الايام ستكشفها.

تعددت الاجوبة في النقاشات التي لا تزال مفتوحة، علماً ان الذين كانوا ينظّرون حول ادوار دول الخليج العربي، باتوا يعترفون ان خيار الرئيس السوري بشار الاسد بالإنحياز الى جانب الدول العربية، هو افضل لسوريا، واكثر صوابية من خيار مناصرة "الاخوان المسلمين". فالدول الخليجية تطمح لتحقيق استقرار امني وسياسي وانتعاش اقتصادي في الاقليم، وهو ما تفعله بإتفاقيات مع ايران، بينما "تحاول جماعات الاخوان المسلمين قلب الأنظمة في الدول العربية، وتسابق غيرها لمراضاة اسرائيل: هل يمكن تجاهل تجربة مصر ايام الرئيس الاخواني محمد مرسي تجاه تل ابيب؟

ويستمر النقاش.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق