09:10 Mosaic خاص - جو شليطا : " أنا ألبست وطناً .. وهذا ردي على منتقدي الزي الوطني الذي صممته لـ ندى كوسا "

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
09:10 Mosaic خاص - جو شليطا : " أنا ألبست وطناً .. وهذا ردي على منتقدي الزي الوطني الذي صممته لـ ندى كوسا ", اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024 10:46 صباحاً

جو شليطا، المصمم اللبناني الذي حفر إسمه في عالم الموضة من عدة نواحي، فقد نجح في التصميم والكتابة، وفي البحث عن تاريخ الموضة في لبنان، وتقديم محتوى غني بالمعلومات، من خلال صفحاته "تاريخ الموضة في لبنان" أو Lebanese Fashion History، وفرض نفسه كـ"حارس للموضة في لبنان"، هذا اللقب الذي أعطي له من قبل المتابعين، نظراً إلى أبحاثه، وعلى هذا الأساس، إختارته منظمة ملكة جمال لبنان مؤخراً، لتصميم الزي التقليدي لملكة جمال لبنان ندى كوسا، في مسابقة ملكة جمال الكون، والذي لاقى أصداءً رائعة، نظراً إلى جماله وتجسيده تاريخاً كاملاً لوطن.

a0c6056149.jpgأولاً نبارك لك على التصميم الرائع الذي خصصته لملكة جمال لبنان في مسابقة ملكة جمال الكون، أخبرنا أكثر عن هذا التصميم، وكيف استوحيته، وكم إستغرق تنفيذه من الوقت؟

شكراً لك، في البداية تواصلت معي منظمة ملكة جمال لبنان، وطلبوا مني أن أصمم وأنفذ الزي التقليدي لملكة جمال لبنان في مسابقة ملكة جمال الكون، وكان لدي ثلاثة أسابيع لتحضير الزي، ما هو وقت قليل. شعرت أنني قادر على هذه المسؤولية، خصوصاً أنني متعمق كثيراً بتاريخ الأزياء والموضة في لبنان، وكنت قد قمت بأبحاث على مدى أربعة أعوام حول هذا الموضوع، لذلك كنت واثقاً من نفسي. في البداية وضعت النقاط الأساسية، ورحت أفكر في ما هي أهم ركيزة في عالم الموضة في لبنان، وهي صبغة الأرجوان، الذي إكتشفه الفينيقيون في مدينة صور، وكان مهماً إلى درجة أنه تم إصدار قانون، أنه لا يحق سوى للأرستقراطيين أن يرتدوا هذا اللون، حتى أنه في عصر الملكة إليزابيث الأولى، كان هناك قانون أن العائلة الملكية وحدها تستطيع إرتداء هذا اللون، ولذلك عرف بأنه لون ملكي. شكراً للبنان، وللفينيقيين الذين صدروا هذا اللون من أرضنا إلى العالم. هذا اللون إعتبرته أهم ركيزة في تصميمي، لأنه يعتبر هدية لبنان إلى العالم، أما من ناحية التصميم، فأحببت أن أعيد إحياء زي أميرة لبنانية من القرن التاسع عشر، حين كنا تحت الحكم العثماني، ما أثر على أزياء اللبنانيين في تلك الفترة، إلا أن اللبنانيات تميزن بالطنطور الذي إرتدته الدرزيات، وبعدهن المارونيات، حتى أن العروس اللبنانية كانت تضعه على رأسها، وهو عبارة عن مخروط محفور على اليد، من الذهب أو الفضة، وإذا كانت صاحبته من عائلة ثرية، يكون مرصعاً بالأحجار الكريمة.

aed7bad7fe.jpgهناك إنقسام بالآراء حول الطنطور الذي وضعته ندى كوسا على رأسها، والبعض إعتبر أنه يشبه الملابس في العصر العثماني، كيف ترد على ذلك؟

الطنطور خلق نقاشاً كبيراً وصدمة للبعض، لكنني لا ألومهم، لأنهم لا يعرفون المعلومات التي أعرفها، ففي بداياتي، لم أكن أعلم تاريخ الزي اللبناني والفلكلور اللبناني، ودفعني فضولي إلى أن أسأل نفسي، كيف كانت الموضة في الحقبات التي مرت، ومن كان مصممو الأزياء في ذلك الوقت، عندها أصبحت أقوم بأبحاثي، ووجدت العديد من الوثائق، خصوصاً من القرن التاسع عشر، وعندها إكتشفت الطنطور الحقيقي، الذي كان شكله يختلف عن ما كنا نراه في المسرحيات، والذي كانوا يصنعونه من الكرتون والقماش مثل ستايل شخصيات ديزني، وقد تعوّد الجمهور أكثر على هذا الطنطور، على الرغم من أنه لم يكن شكله الحقيقي.
أردت أن أكشف من خلال هذا التصميم ما هو الطنطور الحقيقي، وهو مثل قسطل من النحاس منقوش، ما دفع البعض إلى الإعتقاد أنه تصميم عثماني بسبب عدم معرفتهم بهذه المعلومة، لأن لا أحد سلط الضوء سابقاً على فلكلورنا اللبناني الحقيقي. من الطبيعي أن تتأثر الموضة بالعثمانيين، الذين إحتلونا في القرن التاسع عشر، كما حصل في القرن العشرين، حين كنا تحت الإنتداب الفرنسي، فأصبحت أزياؤنا مستوحاة من الفرنسيين، لكن الأساس هو لبناني بحت.
ما أثار الجدل، هو أن الزي التقليدي هذا العام تم تصميمه بمستوى عالٍ وتقنية كبيرة، مع الشك والتطريز والمخمل والطنطور. كثيرون قالوا لي إن هذا اللباس أحدث ثورة، لأنها المرة الأولى التي يقدم فيها زي تلقيدي بهذه المعايير العالية.


رغم ذلك، تعرض التصميم لبعض الإنتقادات من الناس ومن أشخاص مشهورين، ما تعليقك؟

هناك أشخاص ردوا على الإعلامية التي إنتقدت الزي التقلدي الذي صممته، فأنا سبق وشرحت في أول فيديو نشرته، كيف صممته، وكيف استوحيته والأدلة. لن أرد على الإعلامية، لأني أعلم تماماً ماذا قدمت، إلا أنني أشكر كل من دافع عن تصميمي، والذين فهموا الهدف منه، وأعتبر أن إنتقاد الإعلامية لم يكن محقاً.

b027e996c4.jpgصممت فساتين عديدة لنجمات، نذكر من بينها الفستان الذي صممته قبل بضع سنوات للفنانة اللبنانية هبة طوجي، والذي يعد أكبر فستان في تاريخ المسرح اللبناني. أخبرنا أكثر عن هذا الفستان، ومن هدفك من تصميم ما هو غير مألوف.

منذ بداياتي في العمل، عرفت أني أحب التصاميم الإستعراضية والخاصة بالسجادة الحمراء، مع لمسة من الدراما في التصاميم، ما فتح لي المجال للعمل مع مغنيّ أوبرا معروفين في أستراليا ونيوزيلندا وإنكلترا، كما دعيت لثلاث سنوات متتالية إلى لندن، لتصميم إطلالة المقدمة ومغنيّ الأوبرا، منهم هايلي ويستنرا وغريتا برادمان، وذلك في الحفل الكلاسيكي لجوائر بريطانية، وهو حفل توزيع الجوائز الوحيد الذي يحتفل بالموسيقى الكلاسيكية والأوبرا. ثم عملت مع الرحابنة، وصممت إطلالات للفنانة هبة طوجي في حفلاتها، أهمها كان فستان إفتتاحية حفلها ضمن مهرجان البترون في عام 2014، حين صممت لها فستاناً مستوحى من الخريف ومن أغنيتها "لا بداية ولا نهاية"، ووقفت هبة في نقطة أعلى من المسرح، وغطى الفستان المسرح على إمتداد ثلاثة أمتار نزولاً، كان فستاناً تاريخياً في المسرح اللبناني.

34389cdc9d.jpgلقد إرتدت نجمات عالميات من تصاميمك، ما الذي يختلف بالذوق بين الفنانات العربيات والفنانات الغربيات؟

بحسب خبرتي، عندما نتكلم عن فساتين مصممة لمناسبات مهمة، ليس هناك فرق بين الفنانة الغربية والفنانة العربية، فالأهم بالنسبة للإثنتين، هو أن تكون الإطلالة مصممة ومصنوعة بتقنية عالية ورقي. ما يميزني عن غيري، بحسب النجمات العربيات والغربيات اللواتي تعاونت معهن في بيروت وأستراليا، هو أنني كنت مختلفاً عن الجميع، ولدي لمستي الخاصة.
أنوه بأن الفنانة الغربية تأخذ بعين الإعتبار رأي المصمم، أكثر من الفنانة العربية التي تفضل إختيار إطلالاتها بموافقتها فقط.


ما رأيك بالحدث العالمي الذي شهدناه The 1001 seasons of Elie Saab، وكم برأيك يلهم المصممين الشباب، خصوصاً اللبنانيين منهم؟

الحدث كان رائعاً للغاية، وبطبيعة الحال، إن إستطاع أي مصمم أن يصل إلى هذه المرحلة، يكون ذلك إضافة كبيرة إلى مسيرته، وما يميز إيلي صعب، هو أنه يحب لبنان كثيراً، ويحب أن يرفع إسم بلده عالياً، وهذا فخر لنا كلبنانيين، أن هناك أشخاصاً من وطننا، قادرون على أن يساهموا في إنجازات ثقافية وفنية. إيلي صعب هو ملهم لكثير من المصممين، كي يقدموا أفضل ما لديهم لتحقيق طموحاتهم.


أنت كاتب في مجلة "ماري كلير"، وسابقاً في مجلة "فوغ"، كيف تجمع بين الكتابة وتصميم الأزياء؟

منذ طفولتي وأنا أحب الأدب والشعر، وأحب الكتابة الابداعية، خصوصاً باللغة الإنكليزية، والله أعطاني موهبة الكتابة وموهبة تصميم الأزياء معاً، وأنا أشعر أنهما يكملان بعضهما البعض، لأن مصمم الأزياء، بالنسبة لي، هو فنان وشاعر، وأشعر أن أحاسيسي هي شعر داخلي، وبيدي أترجم هذا الشعر من خلال تصاميمي، خصوصاً أنني أعمل على كل قطعة بيدي، ولا أحب اللجوء إلى خياطين، وعندما لا أعبر عن نفسي من خلال الأقمشة، أعبر من خلال القلم والورقة. في النهاية، الفن يتطلب إحساساً عميقاً، وأن يعرف صاحبه كيف يعبر عنه، وأنا ممتن لأني أمتلك هذا الحس.

b0dbb3590d.jpgعرفت بـ"حارس تاريخ الموضة في لبنان"، وتحدثنا في مقابلة سابقة، عن الوقت والمال اللذين تطلبتهما منك هذه الصفحة، حتى أصبحت مصدراً موثوقاً في عالم الموضة، ما هو طموحك في هذا النطاق؟

أنا فخور بأن الناس لقبوني بـ"حارس تاريخ الموضة في لبنان"، وهذا بالنسبة لي مكافأة على التعب الذي تعبته لهدف وطني، ولأنني أحب وطني، خصوصاً أن رسالتي وصلت إلى الخارج، وتلقيت دعماً من فرنسا، ووجدت إهتماماً من قبل مؤرخين معروفين في أميركا، ومن نقاد الموضة الذين إستضافوني، بعد أن لفتّ نظرهم بالحديث عن تاريخ الموضة في بلدي، وأصبح الأجانب مطلعين على الثقافة اللبنانية. أتمنى أن أحقق كل أهدافي في هذا النطاق.

من هي النجمة التي تطمح أن تصمم لها فستاناً؟

لو سئلت هذا السؤال منذ 10 سنوات، لكانت لدي أسماء في ذهني، لم أعد أفكر بأسماء معينة، فأنا تغيرت، وأصبحت أهدافي مختلفة، وحققت أحلامي المتواضعة، وهي تصميم فساتين للسجادة الحمراء، وإقامة عروض أزياء وبرامج تلفزيونية.. حققت كل أحلامي البسيطة المقتنع بها، وبتّ اليوم أفكر بطريقة مختلفة، وأريد أن أترك بصمة من خلال أبحاثي ومعلوماتي، وأن أكتب تاريخ بلدي في الموضة، خصوصاً بعد كل ما مررنا به، وأصبح البعض يجهل الكثير من الحقائق، وإستغربت أن كثيرين لم يكونوا يعلمون، أن اللون الأرجواني من لبنان .. باختصار، "أنا ألبست وطناً وهذا أهم"، الجمهور ينسى أي فنانة إرتدت من تصاميمي، لكنه لن ينسى تاريخ الفلكلور، وما قدمته من معلومات، وبذلك أكون قد قدمت إضافة إلى بلدي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق