في خطوة تاريخية جديدة، أصبح من المتوقع أن يبدأ أول إنتاج للغاز في قبرص بحلول عام 2027، بعد سنوات من التأخيرات في استكشافات الغاز في البحر الأبيض المتوسط. 

موعد أول إنتاج غاز في قبرص عبر حقل ظهر 

هذا التحول المثير سيعتمد بشكل رئيسي على الدعم المصري، حيث سيلعب حقل ظهر المصري دورًا محوريًا في هذه العملية، ليكون همزة وصل رئيسية بين قبرص ومصادر الطاقة العالمية.

قبرص، التي قامت منذ عام 2011 بعدة اكتشافات بحرية غازية هامة، تأمل أن تحقق استفادة كبيرة من احتياطياتها الضخمة التي تقدر بنحو 15 تريليون قدم مكعبة. ورغم وجود عدة حقول غاز مكتشفة، إلا أن حقل "كرونوس" سيكون أول من يدخل حيز الإنتاج بفضل بنية حقل ظهر المصرية المتطورة التي ستمكن من استخراج الغاز بشكل سريع.

تمثل هذه الخطوة تعاونًا مع شركة "إيني" الإيطالية التي تعهدت بتقديم خطة تطوير لحقل كرونوس في نوفمبر 2024. وستتكون الخطة من مرحلتين، أولاهما ستكون مسارًا سريعًا لاستخراج الغاز من خلال بنية حقل ظهر، والثانية ستتمثل في تعميق استخراج الغاز لزيادة الإنتاج.

أما حقل "أفروديت"، الذي يُعتبر أول اكتشاف غاز قبرصي، فيتوقع أن يبدأ إنتاجه في 2030، عقب استكمال خطط تطويره. لكن، في الوقت نفسه، تتواصل الجهود لتطوير حقل "كرونوس" ليكون أول اكتشاف غاز يقفز إلى الإنتاجية بشكل فعلي، مستفيدًا من البنية التحتية المتاحة في مصر.

الخطط القبرصية تتضمن أيضًا توسيع التعاون مع الشركات العالمية الكبرى مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"توتال إنرجي"، مع طموحات بزيادة الاستثمار في الغاز الطبيعي وتوسيع رقعة الاستكشافات البحرية.

في هذا السياق، يبرز دور مصر كحلقة وصل هامة في تصدير الغاز القبرصي إلى الأسواق العالمية عبر مرافقها لتصدير الغاز المسال. وتعتبر محطات التصدير في دمياط جزءًا أساسيًا في هذه الخطة، مما يساهم في تعزيز الاقتصادين المصري والقبرصي معًا.

وتستمر قبرص في استكشاف المزيد من فرص استخراج الغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، مع التركيز على الاستفادة من العائدات لتحقيق أهدافها المستقبلية في تحول الطاقة، بما في ذلك الاعتماد بشكل أكبر على مصادر الطاقة المتجددة.

لا شك أن هذه التطورات ستؤدي إلى انتعاش ضخم في أسواق الغاز الإقليمية والعالمية، مما يعزز مكانة قبرص كمصدر رئيسي للطاقة في المنطقة، ويزيد من تقاربها الاستراتيجي مع مصر، خاصة في ظل التعاون الوثيق في مجال الغاز الطبيعي.