مع الشروق .. مخطّط خطير لتصفية القضية الفلسطينية

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. مخطّط خطير لتصفية القضية الفلسطينية, اليوم الجمعة 15 نوفمبر 2024 11:07 مساءً

مع الشروق .. مخطّط خطير لتصفية القضية الفلسطينية

نشر في الشروق يوم 15 - 11 - 2024

2333750
يُعد إعلان وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، عزمه ضم الضفة الغربية الى السيادة الصهيونية خطوة خطيرة ومفصلية تثير العديد من الأسئلة بشأن ملامح المرحلة المقبلة. ففي وقت تتسارع فيه وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، تتكشف صورة التهديدات المتزايدة التي يواجهها الفلسطينيون نتيجة للمخططات التوسعية التي تسعى حكومة الاحتلال إلى تنفيذها والتي تقوم على ابتلاع الضفة شبرا شبرا بعد تقسيمها بالتدريج الى 3 مناطق . لكن السؤال الأهم الذي يطرحه الجميع: إلى أي مدى يمكن لهذه الخطوة أن تكون قابلة للتنفيذ في ظل الوضع الراهن، خاصة مع تصاعد الصراع في جنوب لبنان واستمرار المجازر في قطاع غزة لأكثر من ثلاثة عشر شهرا على التوالي؟
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها سموتريتش عن رؤيته الاستيطانية التي تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع الجغرافي والديمغرافي في الضفة الغربية بما يتماشى مع طموحات الصهيونية الدينية. إذ يسعى من خلال هذه الرؤية إلى تجسيد واقع جديد يتناغم مع مخططات قد أُقرّت سابقًا ضمن "صفقة القرن" التي أطلقها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والذي يرى فيه سموتريتش "فرصة ذهبية" لتوسيع السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية. ترامب العائد الى البيت الابيض والذي قدّم دعماً غير محدود للاحتلال خلال فترة رئاسته السابقة ، شجع على توسيع الاستيطان وزيادة الانتهاكات بحق الفلسطينيين، وهو ما يعزز المخاوف من تنفيذ هذه المخططات خاصة وانه القائل في آخر تصريحاته الخطيرة ان خارطة اسرائيل صغيرة ويجب توسيعها .
وعلى الرغم من أن إعلان سموتريتش لا يُعدّ قراراً رسمياً من حكومة الاحتلال، إلا أنه يعكس سياسة واضحة تندفع نحو تفعيل المخطط الاستيطاني بشكل كامل. هذه السياسة أصبحت شبه حتمية في ظل استمرار الدعم الأمريكي والغربي لدولة الاحتلال، وخصوصًا مع عودة ترامب في جانفي المقبل إلى البيت الأبيض. في هذا السياق، تواجه السلطة الفلسطينية والدول العربية حالة من الضعف السياسي، مما يعوق قدرتها على اتخاذ خطوات عملية لوقف هذه التوجهات. كما أن المجتمع الدولي، رغم بعض الانتقادات، لا يبدو أنه يمتلك أدوات سياسية أو قانونية فعّالة لردع هذه السياسات الاستيطانية.
التهديد الأكبر يتمثّل في أن الفلسطينيين قد يجدون أنفسهم في واقع جديد تحت وطأة احتلال عسكري مباشر، دون أن يتمتعوا بأي حقوق سياسية أو اقتصادية أو حتى حرية العبادة. وفي ظل هذا الوضع المعقد، يظل الخيار الأقرب هو أن يجد الفلسطينيون أنفسهم مضطرين إلى مقاومة هذا الواقع الاستيطاني المتزايد. هذا يتطلب تنسيقًا عربيا جادًا لدعم النضال الفلسطيني ومواجهة الهجمة الاستيطانية التي قد تفضي إلى تصفية القضية الفلسطينية كما نعرفها.
إن ما يثير القلق ليس فقط خطط سموتريتش التوسعية، بل التوقيت الذي يختاره لتنفيذ مخططاته، مستغلًا الفراغ السياسي في المنطقة وتعمق الانقسام الدولي حول القضية الفلسطينية. في هذه اللحظة، يبدو أن الخيار أمام الفلسطينيين أصبح أكثر وضوحًا: إما الاستسلام لهذا الواقع الجديد وهو امر مستبعد الى ابعد الحدود ، أو الاستمرار في نضالهم المشروع لحماية أرضهم وحقوقهم، مهما كانت التحديات.
ناجح بن جدو

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق