نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التحول الإيكولوجي في تونس: آفاق و أهداف, اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024 12:29 مساءً
نشر في الشروق يوم 22 - 11 - 2024
يعتبر التحول الايكولوجي محورا رئيسيا في مواجهة التحديات البيئية مثل تغير المناخ ونضوب الموارد الطبيعية من خلال سنّ السياسات والتشريعات التي تفعّله، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، في سياق ضمان تأثيره على الاقتصاد والمجتمع باعتماد التقنيات الحديثة والابتكار كالطاقة المتجددة والتقنيات الخضراء والتحسينات في كفاءة استخدام الموارد الطبيعية المتاحة وسط أهمية دور الفرد والمجتمع الذي يمكن أن يجري تأمينه لدعم هذا الانتقال المهم من خلال تغيير سلوكياتهم واختياراتهم الاستهلاكية. كما يتقاطع هذا المفهوم مع الاقتصاد الأخضر الذي يعتبر نموذجاً اقتصادياً يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية بشكل مستدام مع الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ويتضمن استخدام الموارد بكفاءة، وتحفيز الابتكار التكنولوجي لتطوير حلول بيئية، وتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة وتكنولوجيا الإعادة والرسكلة في الصناعة والمشاريع الفلاحية والسياحة بالأساس.
في هذا الصدد، تؤكد وزارة الاقتصاد والتخطيط، بشكل خاص، على أهمية التحول الإيكولوجي في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة مؤكدة انه يعد من أبرز تحديات المرحلة القادمة خاصة في ظل تنامي ظاهرة التغيرات المناخية وما تسببه من اضطرابات على التوازنات البيئية والايكولوجية واستدامة الموارد الطبيعية، ما يؤثر بصفة مباشرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتشير عدة تقارير صادرة في الغرض إلى افراد سلطات الاشراف الاقتصاد الأخضر والأزرق والدائري بباب خاص في الرؤية الاستراتيجية لتونس في أفق سنة 2035 بالإضافة إلى إيلاء المجالات البيئية اهتماما واولوية في المخطط التنموي 2023-2025، وعيا بهذا التحدي واستشرافا لدقته في المدى المتوسط والبعيد.
كما يتم التأكيد في ذات السياق على الحرص لتعبئة الموارد الخارجية الضرورية سواء في إطار التعاون الثنائي او متعدد الأطراف لإنجاز المشاريع في هذا المجال حسب الأولوية ودرجة الأهمية بالتنسيق الكامل مع وزارة البيئة وهياكلها المعنية. ويتم في هذا الإطار تثمين ما جاء في الاستراتيجية الوطنية للانتقال الإيكولوجي التي تمت المصادقة عليها سنة 2023 من توجهات وتوصيات وأهداف لحماية الأجيال القادمة، في سياق التشديد على أهمية انخراط جميع هياكل الدولة وكافة مكونات المجتمع في هذا التمشي لتجسيم الأهداف التي تم ضبطها لاسيما منها الحد من التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية ومقاومة التصحر وحماية السواحل وترسيخ الثقافة البيئية وتشجيع الإنتاج والاستهلاك المستدام.
يمكّن الانتقال الايكولوجي كعملية ناجعة من التحول التدريجي نحو نمط حياة واقتصاد يعتمد على موارد متجددة ويحترم التوازن البيئي ويشمل ذلك تغييرات في الاستهلاك والإنتاج والتكنولوجيا. يذكر ان تونس انخرطت في منظومة النظام البيئي، وأعدت استراتيجية وطنية للانتقال الإيكولوجي وذلك بالتزامن مع افراد الدولة قوانين المالية بأقسام ذات طابع ايكولوجي وتتضمن هذه الاستراتيجية، عدة محاور تتعلق بالمجال الإيكولوجي في كل جهات البلاد بالشراكة بين القطاعين العام والخاص وإحداث مشاريع صديقة للبيئة يتمتع أصحابها بامتيازات جبائية وتسهيلات تفاضلية مع مساندة البلديات والجماعات المحلية من أجل إحداث مشاريع تهدف إلى حماية البيئة كالمناطق الخضراء.
وتقوم استراتيجية الانتقال الايكولوجي، على مجموعة من الخطط والسياسات التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة. وتشمل هذه الاستراتيجية تعزيز الاقتصاد الأخضر، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز التوعية البيئية والابتكار التكنولوجي لتقليل الآثار السلبية على البيئة والهدف من ذلك تحسين جودة حياة المواطنين وضمان بيئة سليمة وتوفير رؤية وبرنامج وطني للزراعة المستديمة والمرنة علاوة على حماية واستعادة وتجديد النظم الإيكولوجية. كما تتضمن هذه الاستراتيجية تحسين كفاءة استعمال الموارد وتنمية الثقافة البيئية والعلوم والمعارف والقضاء على النقاط الساخنة للتلوث إلى جانب حماية المياه الصالحة للشرب والري ومكافحة التلوث البحري.
.
0 تعليق