سهير البابلي، التي وُلدت في مركز فارسكور بمحافظة دمياط، هي واحدة من أبرز الأيقونات في المسرح الكوميدي المصري. بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، إذ الت التحقت بمعهد الفنون المسرحية ومعهد الموسيقى، مما جعلها تواجه تحديات كبيرة، خاصة من أسرتها. وبالرغم من الضغوط العائلية، استطاعت أن تثبت نفسها على الساحة الفنية، وحققت نجاحًا باهرًا في المسرح والتلفزيون والسينما.

من أشهر أعمالها المسرحية: مدرسة المشاغبين وريا وسكينة ونرجس، بالإضافة إلى مسرحيات أخرى تركت أثرًا كبيرًا في الجمهور المصري. في التلفزيون، لمع اسمها في مسلسل بكيزة وزغلول، كما قدمت العديد من الأفلام السينمائية التي أضافت إلى رصيدها الفني، وجعلت منها واحدة من أكثر الفنانات المحبوبات في مصر.

ليلى مراد، واحدة من أعظم الأصوات التي أنجبتها مصر، قدمت العديد من الألحان الخالدة التي لا تزال تُسمع حتى يومنا هذا. وُلدت في 17 فبراير 1918، وبدأت مشوارها الفني في فترة صعبة، ولكن بموهبتها الفائقة استطاعت أن تحقق شهرة واسعة وتصبح واحدة من أعظم مطربات مصر في القرن العشرين.

أغانيها، التي لحنها كبار الموسيقيين مثل محمد عبد الوهاب، كانت تحكي عن الحب والآلام والأحلام، ما جعلها "قيثارة مصر" بحق. أغانيها مثل أحسن لك وكل ده كان ليه لا تزال تُغنى في مختلف المناسبات، وتركت بصمة لا تُنسى في عالم الفن والموسيقى.

مرسى الحطاب: الصوت المميز في الإذاعة

بينما كانت السينما والمسرح في أوج تألقهما، كان مرسى الحطاب واحدًا من أبرز الوجوه التي تميزت في مجال الإذاعة. بدأ مشواره الفني في الستينيات، حيث قدم العديد من الأدوار الثانوية التي تركت أثرًا كبيرًا في المشهد الإذاعي المصري، وخاصة من خلال صوته الجهوري الذي برع في أداء أدوار ابن البلد وشيخ الغفر.

الحطاب ليس فقط ممثلًا، بل أيضًا موسيقيًا موهوبًا، حيث قدم العديد من الأعمال الموسيقية التصويرية والألحان التي أضافت عمقًا للأعمال الفنية. من أبرز أعماله الإذاعية كانت سلسلة الخطة رقم 13 وجروح عميقة، وفي السينما قدم العديد من الأدوار المميزة في أفلام مثل هجرة الرسول والعتبة جزاز. وفي التلفزيون، شارك في مسلسلات هامة مثل الصقر والقضاء في الإسلام.

رحيلهم في 21 نوفمبر: تجسيد للإرث الفني

يُذكر أن 21 نوفمبر شهد رحيل هؤلاء النجوم الذين قدموا للبشرية فنًا لا يُنسى. حيث رحل مرسى الحطاب في هذا اليوم، بعد أن ترك بصمة لا تُمحى في تاريخ الإذاعة والموسيقى والفن، وهو التاريخ الذي جمع بين عمالقة الفن مثل سهير البابلي وليلى مراد.

لقد شكل هؤلاء النجوم جزءًا من هوية الفن المصري، ومروا في تاريخ الفن الوطني مثل شريط صوتي يعبر عن تاريخ طويل من الإبداع والجمال. وفي كل مرة نسمع صوتًا من أعمالهم، نتذكر أن الفن لا يموت بل يبقى حياً في ذاكرة الأجيال، ويُظلنا بنسماتٍ من الماضي الجميل الذي صنعوه بأعمالهم

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل