مع الشروق .. فريق ترامب... أسماء... ورسائل

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. فريق ترامب... أسماء... ورسائل, اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024 10:29 مساءً

مع الشروق .. فريق ترامب... أسماء... ورسائل

نشر في الشروق يوم 19 - 11 - 2024

2334202
قبيل تسلّمه مقاليد رئاسة أمريكا رسميا بعد أيام سرّب الرئيس ترامب أسماء فريقه.. وما يعنينا فيهم بالخصوص هم أولئك الذين سيكلّفون بحقائب دبلوماسية وأمنية وسياسية مثل وزير الخارجية ووزير الدفاع. والملاحظ أن السمة البارزة التي تجمع هؤلاء هي ولاؤهم المطلق للكيان الصهيوني ودفاعهم المستميت عن إسرائيل وحقدهم المقيت على العرب وبخاصة من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني اللذين يتصديان لآلة الحرب والعدوان الصهيونية ويدميانها ويربكانها ويربكان خطط وحسابات واستراتيجيات أمريكا للمنطقة.
الملاحظ أنه لشدة ولاء عناصر هذا الفريق للكيان الصهيوني ومجاهرتهم بالانحياز المطلق له ولسياساته يخيّل للمرء أن هؤلاء هم وزراء في حكومة نتنياهو.. ولعلّهم وزراء من فصيلة بن غفير وسموتريتش ويتبارون في إظهار دعمهم للكيان وولائهم المطلق له.. فما هي الرسائل التي أراد ترامب تمريرها أولا بتعمد اختيار فريق بهذه المواصفات الموغلة في التطرف ضد العرب وفي الانحياز للكيان الصهيوني.. وثانيا ب«قصف» الرأي العام العربي بطبيعة وبقناعات هذا الفريق قبيل أيام من تولي الرئيس ترامب مهامه رسميا؟
لعلّ أولى هذه الرسائل تتعلّق بالصدمة التي يريد ترامب احداثها في المنطقة العربية ولدى شعوبها وقادتها على حدّ سواء. فهو كأنما يريد أن يقول بأن ما سترونه من الفريق الجديد هو دون ما رأيتموه من كل الادارات الأمريكية وان كانت كلها تتبارى في إظهار الدعم والولاء المطلقين لاسرائيل.. وهو بذلك يريد أن يضرب نفسية ومعنويات الشعوب العربية بالخصوص في مقتل.. أي أنه يريد أن يصيب الجميع باليأس وبالإحباط حتى يحصل التسليم والاستسلام وتغيب كل رغبة في مقاومة المخططات الأمريكية والصهيونية للمنطقة.. وهي كلها تصبّ في خانة «توسيع حدود إسرائيل» كما وعد بذلك وفي خانة تكريس «الشرق الأوسط الجديد» بما يقتضيه الأمر من تفتيت دول وتغيير حدود وظهور دويلات قزمية تقبل بهيمنة الكيان الصهيوني وتساعد على «استئصال» كل نفس وكل أثر للمقاومة حتى يتسنّى ترتيب أوضاع المنطقة بما يستجيب لمتطلبات «طريق الهند أوروبا» التي تريد أمريكا من خلالها احتواء وإجهاض طريق وحزام الحرير الصيني.
أما الشقّ الثاني من رسالة ترامب ومن تعمده اختيار فريق متطرف بهذه المواصفات فيتعلق برغبته في تدجين شعوب المنطقة ودفعها إلى التسليم بسياسته وبسياسات حليفه الصهيوني وكأنها قدر محتوم ودون ابداء أية مقاومة وذلك تماهيا مع توجهاته في «عدم اشعال الحروب بل في انهائها كما قال».. وهو ما يقصد به أن يأخذ كل ما يريده دون حاجة إلى استعمال السلاح أو حتى مجرد التهديد باستخدامه.. لأن رجلا في مزاج وفي مواصفات ترامب لا يمكن أن يكون «حمامة سلام» وهو الذي يعد بتوسيع «حدود إسرائيل».. ولا يمكن أن يقبل بغير سياسات الاملاء والهيمنة وهو الذي رفع في حملته الانتخابي شعار:
Make America Great Again (Mega)
بمعنى: «لنجعل أمريكا قوية مجددا».. وهذا الهدف لا يتحقّق بالدعوات الصالحات بل بالعصا الغليظة التي يلوّح بها ترامب في اتجاه الجميع بمن فيهم حلفاؤه الأوروبيون.
والسؤال المطروح عند هذا المستوى مفاده: أي مفعول لرسائل ترامب هذه لدى الشعوب العربية وهل يمكن أن تحقق له النتائج المرجوة؟ والجواب هنا يختلف باختلاف المتلقي. فإن كان من الأنظمة العربية فإنها ستستلم الرسالة وستنضبط لها وهي التي باتت تجاهر بتحالفها مع الكيان الصهيوني وتتخذه جسرا إلى «قلب» الإدارة الأمريكية. أما الشعوب العربية فقد باتت تدرك أنها حين تقارع إسرائيل فإنما هي تقارع أمريكا.. وأن من يقتل ويدمّر ويبيد العرب في فلسطين ولبنان هي في الأخير أمريكا بأياد صهيونية ومن أجل أهداف أمريكية صهيونية تقاطعت في لحظة عجز وضعف وهوان عربية.. وفوق هذا فإن الشعوب العربية تدرك ان كل الادارات الأمريكية جمهورية كانت أم ديمقراطية دأبت على الانحياز المطلق للكيان الصهيوني ودأبت على دعمه بالكامل.. فهل كانت إدارة بادين «رحيمة» بأهل غزة ولبنان ومتفهمة للحقوق العربية حتى نأسف لرحيلها ونتوجس في مجيء فريق صقور ترامب؟
إنها مجرّد حركات استعراضية بهلوانية تؤديها الادارات الأمريكية المتعاقبة أمام شعوب المنطقة العربية والعالم الهدف منها تمرير سياسات واستراتيجيات أمريكا وحليفها الكيان الصهيوني باستخدام السلاح تارة وبالتهديد باستخدامه تارة أخرى. وفي الحالتين فإن العرب هم الخاسرون والكيان هو الرابح.. وهو ما يضع الشعوب العربية أمام ضرورة استنهاض الهمم والاعداد لمواجهة الأيام الأكثر صعوبة التي ستأتي مع رجل يعلن صراحة عزمه على «توسيع حدود إسرائيل» لانجاز إسرائيل الكبرى بما يعنيه ذلك من قضم لأراضي دول عربية ومن استباحة لحدودها.
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق