بتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، ترأس الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، بشكل مشترك مع الفريق المختار بله شعبان، قائد الأركان العامة للجيوش للجمهورية الإسلامية الموريتانية، يوم الثلاثاء الماضي بالرباط، الاجتماع الخامس للجنة العسكرية المختلطة المغربية – الموريتانية.

وبهذه المناسبة، أشاد المسؤولان العسكريان بالتعاون المغربي-الموريتاني وبحصيلته الإيجابية في مختلف المجالات، لا سيما الأمن والدفاع والتكوين، وكذا تبادل التجارب والخبرات. كما أكدا على ضرورة تعزيز التعاون بشكل أكبر بين القوات المسلحة في كلا البلدين في مجال أمن الحدود ومكافحة الهجرة والأعمال غير المشروعة العابرة للحدود، بما يساهم في استقرار المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة.

في سياق متصل، اعتبر أحمد الماغودي، الباحث في قضايا الأمن والإرهاب، في حديثه لـ"أخبارنا" أن "عقد هذا الاجتماع العسكري بين المغرب وموريتانيا يعد خطوة استراتيجية مهمة تعكس تطور العلاقات العسكرية والأمنية بين البلدين. يأتي هذا التعاون في إطار دعم الأمن والاستقرار الإقليمي، ويشير إلى حرص المغرب وموريتانيا على تعزيز التعاون الأمني لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة تلك المتعلقة بالإرهاب والهجرة غير النظامية".

هذا الاجتماع، الذي يُعتبر جزءًا من سلسلة لقاءات تعاونية بين البلدين، يؤكد - بحسب المتحدث - أنه "يحمل أيضًا دلالات جيوسياسية مهمة، حيث يعكس استقلالية القرار الموريتاني وتوجهه نحو بناء شراكات مبنية على المصالح. وينظر البعض إلى هذا التعاون كخطوة تُظهر تراجع تأثير الجزائر في المنطقة، حيث تعتمد الجزائر على استراتيجيات سياسية لتحييد المغرب وتعزيز نفوذها، خصوصًا في ظل الوضع الأمني والتوترات في منطقة الساحل".

واسترسل الماغودي قائلاً إنه "يمكن اعتبار هذا الاجتماع ضربة جديدة لما يُعرف بـ"كابرانات الجزائر"، حيث يؤكد تعزيز التعاون المغربي-الموريتاني على تزايد النفوذ المغربي وعمق علاقاته مع دول الجوار، مما يشير إلى تغييرات مستقبلية وشيكة في المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، وليس هذا بالأمر المستغرب، بل هو نتيجة الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب على كافة المستويات".

هذا، وذكر بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن هذا الاجتماع، الذي يجسد متانة روابط التعاون العسكري بين القوات المسلحة الملكية والقوات المسلحة الموريتانية، شكل فرصة للطرفين لاستعراض حصيلة سنة 2024 وتحديد الأنشطة التي يمكن إدراجها ضمن برنامج التعاون لسنة 2025.