نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. «حكومة إسرائيلية» في الادارة الأمريكية الجديدة, اليوم الخميس 14 نوفمبر 2024 11:07 مساءً
نشر في الشروق يوم 14 - 11 - 2024
رغم الفشل الذريع في توقّع او الاستخفاف بقدرة "حماس" على شنّ هجوم ال7 من اكتوبر، وما رافقه من فشل متواصل الى الآن في تحقيق أهداف الحرب، إلا أن خطّة رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الرّهان على عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض، قد نجحت.
صحيح أن كل الادارات الامريكية الديمقراطية منها أو الجمهورية لا تختلف في خدمة اسرائيل والدفاع عنها بكل ما أوتيت من قوة، إلا أن الرئيس الجمهوري دونالد ترامب ذهب الى أقصى ما يمكن أن تتمنّاه اسرائيل.
وقد كانت ولايته السابقة خير مثال على دعمه اسرائيل بصفة غير مسبوقة، لذلك راهن نتنياهو والاحتلال ككل على عودته الى البيت الأبيض من أجل أخذ صكّ على بياض ودون أدنى لوم أو محاسبة على ما يقترفه وسيقترفه ،عكس الإدارة الديمقراطية الحالية التي وإن دعمت الاحتلال بشكل مطلق، إلا أنّها جادلت على الأقل في ما يفعله.
ومع فوزه بالانتخابات الرئاسية الامريكية التي أجريت في 5 نوفمبر الجاري، أعلن ترامب صراحة دعمه المطلق واللامحدود للكيان الصهيوني، وقد يذهب في دعمه الى حدّ فتح حرب مع إيران وفق رغبات نتنياهو.
وتماشيا مع هذا الموقف، عيّن ترامب مجموعة من المسؤولين الموالين للاحتلال بصفة ربّما حتى أكثر من الولاء لأمريكا في إدارته الجديدة، التي سوف تستلم مقاليد الحكم في جانفي المقبل، وهم غلاة حرب وكراهية.
يأتي على رأس هذه القائمة، مايك هاكابي السفير المقترح لأمريكا في الكيان المحتل، وهو الذي يوصف بكونه حليفا وثيقا للكيان الصهيوني ومن أشدّ المؤيّدين لضم الضفة الغربية وفرض السيادة عليها.
بالإضافة الى هاكابي، يوجد مارك روبيو وهو المرشّح لمنصب وزير للخارجية الامريكية والذي يعتبر من أشد المؤيدين للكيان الصهيوني والعدوان على قطاع غزة، وبالتالي سوف يكون ناطقا ومدافعا شرسا عن الاحتلال وسياساته.
ترامب الذي منح سابقا القدس عاصمة للاحتلال الاسرائيلي كما لم يفعل أي رئيس أمريكي من قبله، يبدو أنّه سيسير في مسار تصفية القضية الفلسطينية نهائيا ، خاصة إذا ما تمّ ضمّ الضفة الغربية وفرض السيادة عليها . هذا دون الحديث عن قطاع غزة الذي يبدو أن الاحتلال يخطّط لإعادة الاستيطان فيه.
والاربع سنوات المقبلة لحكم دونالد ترامب، قد تكون أسوأ ما سيمرّ على القضية الفلسطينية وربّما على المنطقة بأسرها، خاصّة في ظلّ رغبة نتنياهو في استغلال الفرصة بأكملها وتصفية الحسابات مع إيران.
هذا كلّه قد يحدث بينما العالم العربي والبعض من العالم الاسلامي إما خانعا أو متواطئا مع الاحتلال ومع أمريكا، متناسين على الأقل على الجانب العربي أن تصفية القضية الفلسطينية يعني أن الدور آت على الجميع.
فحديث نتنياهو وحكومته المتطرّفة عن مشروع "اسرائيل الكبرى" لم يعد وهما ولا مجرّد أحلام. بل أصبح حقيقة واضحة تبنى بخطوات ثابتة، وترامب نفسه تحدّث عن مساحة الكيان الصهيوني الصغيرة وعن ضرورة توسيعها.
بدرالدّين السّيّاري
.
0 تعليق