“صحافة استعمارية”.. انتقادات لاذعة لمقابلة “بي بي سي” مع الجولاني

“صحافة استعمارية”.. انتقادات لاذعة لمقابلة “بي بي سي” مع الجولاني

أثار حوار الصحفي البريطاني المُخضرّم جيرمي بوين مع أحمد الشرع  الملقب بـ”أبو محمد الجولاني” على “بي بي سي” حالة من الجدل الواسع خلال الساعات الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وصفت الصحفية السورية زينة إرحيم، مقابلة “بي بي سي” مع “الجولاني” بأنها “ليست مُستفزّة وحسب، وإنما تصلح لأن تُدّرس كمثال عن الصحافة الاستعمارية”.

تجاهل القضايا الرئيسية

واستنكرت زينة في منشور على صفحتها على “فيسبوك”، تجاهل الحوار أولويات حقوق الإنسان في سوريا ومصير سجون هيئة تحرير الشام التي يقودها الجولاني الموجودة في الشمال، إضافة لسجون القوات التركية الرديفة التي سيطرت على البلاد معهم، وتعاملهم مع المعارضين.

وقالت الصحفية السورية، إن السؤال الوحيد الذي وُجّه للشرع وكان فيه تحدّي كان مُتعلّقًا بالكحول وهو أولوية غربية بامتياز أكثر من حياة السوريين نفسهم، بينما لم يتم توجيه أي سؤال عن العدالة الانتقالية وآليات تطبيقها، التعامل مع المنظمات المدنية، الموقف من الاعتداءات الإسرائيلية المُستمرة واحتلالها أراض سورية، وكيف يمكن أن تؤثر العقوبات على هيئة تحرير الشام على الناس المحكومين من قِبلها.

“لغة الجسد المُتعالية”

وأشارت إلى اللباس (الكاجيوال) للصحفي البريطاني ولغة الجسد المُتعالية والفوقية في حديثه مع شخص (الجولاني) يحكم حاليًا البلد، وفوقها التنظير الأبيض عليه، فيكفي مقارنة مقابلته مع الأسد عام 2015 مع هذه المقابلة لملاحظة الفروقات، فالأسد مُجرم محبوب من الغرب ودرس في جامعاتها ومحسوب عليهم، وفق قولها.

وأضافت الصحفية السورية أن المقارنة السطحية بين سوريا وأفغانستان والهيئة وطالبان، وكأن كل المجموعات الإسلامية في المنطقة نُسخ من بعضها دون أخذ السياقات المحلية بعين الاعتبار، وكأننا كلنا في المنطقة أشخاصًا متطابقين بأبعاد واحدة بحسب النظرة الغربية لنا.

وتابعت زينة: “لهذا التركيز على النساء والأقليات والكحول من رجل أبيض غربي تأثير سلبي علينا جميعًا، فهو يعزز نظريات المؤامرة المُنتشرة والاتهامات بأن النسويات والمدافعين عن حقوق الإنسان في المنطقة هم عملاء للغرب ويطبّقون أجندتهم بمطالبته بهذه الحقوق، وكأنها ليست لنا!”.

“تغطية فوقية استعمارية”

ومن جانبها، قالت الصحفية المصرية عبير السعدي، وكيل نقابة الصحفيين السابقة: “بصراحة الواحد بيضرب كف بكف ويتعجب من التغطية الغربية لسوريا، تغطية فوقية استعمارية بين تمثيلية مذيعة سي إن إن خريجة مدرسة فوكس نيوز كلاريسا وارد في تحرير سجين مزيف تحرره وتسقيه ماية بعد انتهاء أعمال البحث في صيدنايا، لحوار الصحفي المخضرم جيرمي بوين نجم بي بي سي مع الشرع اللي غابت عنه المهنية والتحضير بأسئلة حقيقية عن موضوعات مهمة مثل العدالة الانتقالية والمحاسبة وآليات تطبيق الديمقراطية والتوافق الوطني ومتابعة الأسئلة حول ترشحه للانتخابات وإمكانية تكوين أحزاب ومواجهته غزو الجولان بدون جيش نظامي وتعيينات الحكومة المؤقتة”.

وأضافت السعدي، في منضور على صفحتها على فيسبوك: “أنا انصدمت من سطحية أسئلته وإزاي جاهل بخصوصية اللقاء ومسيطر عليه صور نمطية ونظرة فوقية استعمارية، اللافت هو الكلمتين اللي في الأخر وجهم الشرع منتقدًا الغرب وكأن هو نفسه محبط من المقابلة رغم إن المحاور بقصد أو بدون قصد لمعه وأعطاه منصة”.

إشغال الشعوب بقضايا بديهية

وبدورها، قالت الصحفية السورية سَنَا محمد، إن المشكلة الأكبر أن المقابلة هي امتداد لكل ما يتم الترويج له وتعويمه من قضايا تشغل السوريين عن الجوهر على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضافت: “إشغال الشعوب بقضايا بديهية لتحل بديلًا عن القضايا التي يجب التركيز عليها في هذه المرحلة هو سياسة يفترض أن السوريين قد خبروها جيدًا”.

close