تتعرض أوروبا حاليًا لاختبار صعب مع وجود اضطرابات سياسية واسعة النطاق، حيث تشهد ألمانيا وفرنسا، وهما قوتان رئيسيتان في القارة، حالة من عدم الاستقرار. فانهيار حكومة المستشار أولاف شولتس في ألمانيا، وضعف الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا بسبب الاضطرابات السياسية المحلية، كلها عوامل تزيد من صعوبة مواجهة أوروبا للتحديات التي تلوح في الأفق، وهذه الاضطرابات السياسية تضعف قدرة أوروبا على اتخاذ قرارات حاسمة في الوقت الذي تحتاج فيه إلى وحدة الصف والقيادة القوية.
التحدي الكبير
وتشكل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تحديًا كبيرًا لأوروبا، خاصة مع مواقفه المثيرة للجدل تجاه أوكرانيا وروسيا. فترامب، الذي كان رئيسًا سابقًا للولايات المتحدة، يهدد بزعزعة استقرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا ومقاومتها للعدوان الروسي. لقد كان ترامب دائمًا شخصية مثيرة للجدل، ومواقفه تجاه القضايا الدولية، وخاصة تلك المتعلقة بأوكرانيا وروسيا، تتعارض مع السياسات الأوروبية.
وتعاني أوروبا من فراغ في القيادة، حيث لا توجد حكومة مستقرة في ألمانيا، في حين أن فرنسا تواجه تحديات داخلية خطيرة. وهذا الضعف في القيادة يترك أوروبا في موقف صعب، خاصة مع الحاجة إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن الحرب في أوكرانيا.وإن عدم الاستقرار السياسي في ألمانيا وفرنسا يلقي بظلاله على قدرة أوروبا على التحدث بصوت واحد والتصرف بشكل موحد، وفقاُ لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
حرب أوكرانيا
وعلى الرغم من المشاكل الداخلية، يبدو أن الرئيس ماكرون مصمم على لعب دور نشط في تشكيل استجابة أوروبا للحرب. فقد اقترح إرسال قوة حفظ سلام أوروبية إلى أوكرانيا، مما يدل على رغبته في قيادة الجهود الدبلوماسية. ومع ذلك، لم يلق هذا الاقتراح دعمًا فوريًا من المسؤولين الأوروبيين الآخرين. يسعى ماكرون إلى تعزيز الدور الأوروبي في الأزمة الأوكرانية.
وفي ألمانيا، يمر البلد بمرحلة انتقالية صعبة مع انهيار حكومة شولتس. ويأمل البعض في أن تنتج الانتخابات القادمة حكومة جديدة بقيادة المحافظ فريدريش ميرز، والذي قد يكون قادرًا على التعامل بشكل بناء مع إدارة ترامب. إن الوضع السياسي في ألمانيا معقد، حيث إن انهيار الحكومة الحالية يثير تساؤلات حول مستقبل البلاد السياسي.
ومع عودة ترامب، تواجه أوروبا تحديات دبلوماسية كبيرة. فمواقف ترامب تجاه أوكرانيا وروسيا تتعارض مع القيم الأوروبية، مما يخلق توترًا بين الجانبين. كيف ستتعامل أوروبا مع هذه التحديات الدبلوماسية، خاصة مع وجود قوى كبرى في حالة من عدم الاستقرار؟ وهل ستتمكن من الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة دون التخلي عن مبادئها وقيمها؟