أوصت ندوة حديثة نظّمتها الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية للمجلس الدولي للآثار والمواقع “الآيكوموس السعودي”، بضرورة تحقيق توازن فعّال بين حماية التراث وضمان السلامة من الحرائق في المواقع التاريخية.
وأكّدت ندوة “إدارة مخاطر الحريق في المواقع التاريخية والتراثية”، التي استضافتها العُلا أخيراً بمشاركة 80 خبيراً محلياً ودولياً متخصّصاً في إدارة الحرائق وحماية التراث الثقافي، أهمية تبني نهج شامل يضع سلامة المواقع التاريخية ضمن الأولويات الأساسية.
وقالت الأميرة نوف بنت محمد بن فهد؛ رئيسة مجلس إدارة “الآيكوموس السعودي”، إن “الحرائق تُشكّل تهديداً وجودياً للمواقع التاريخية والتراثية التي لا تُقدّر بثمن، مما يُعرّض سلامتها والقيم التي تُمثّلها للخطر”، مضيفة: “تُذكّرنا الآثار السلبية للحرائق في تلك المواقع بمدى الحاجة الملحّة إلى العمل على منع وقوع مثل هذه الكوارث”.
وشكَّلت الندوة منصة مهمة لمناقشة إستراتيجيات الوقاية من الحرائق، والاستجابة لها، حيث استعرض الخبراء خلالها أفضل الممارسات، ودراسات الحالة، والتقنيات المتطورة، مؤكّدين ضرورة تبني نهج شامل يعطي الأولوية لسلامة المواقع التاريخية والتراثية، مع ضمان حماية شاغليها وزوّارها والمجتمعات المحيطة بها.
كما ركّزت الندوة على أهمية تحقيق التوازن بين صون التراث وتعزيز السلامة والإجراءات الوقائية من الحرائق في المواقع التاريخية والتراثية، ومن أمثلة ذلك تنفيذ أكواد الحماية، مثل: الكود السعودي للمباني التاريخية، مع مراعاة الطابع الفريد للمباني القديمة، وأهمية الحفاظ على سلامة الهياكل؛ لضمان حماية شاغليها وقيمتها التراثية.
واستعرضت الندوة بعض الدروس المستفادة من دراسات الحالة، مثل حريق كاتدرائية نوتردام في العاصمة الفرنسية باريس عام 2019، مسلّطة الضوء على أهمية التخطيط الشامل والابتكار التعاوني لتحقيق السلامة من الحرائق.
وستُسهم التوصيات الصادرة عن الندوة في توجيه جهود الهيئة الملكية لمحافظة العُلا نحو تعزيز إجراءات السلامة من الحرائق بالمواقع التراثية، وترسيخ مكانة العُلا كوجهة رائدة عالمياً في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.