“ثوانٍ حاسمة”.. كيف أسقطت نيران صديقة طائرة أمريكية فوق البحر الأحمر؟

“ثوانٍ حاسمة”.. كيف أسقطت نيران صديقة طائرة أمريكية فوق البحر الأحمر؟

في حادثة تُبرز خطورة الوضع الأمني في البحر الأحمر، أُسقط طياران من البحرية الأمريكية أمس إثر تعرض طائرتهما لنيران صديقة، وأفاد الجيش الأمريكي بأن الطائرة المقاتلة تحطمت في “حادثة إطلاق نار صديق”، وصفها بأنها الأخطر منذ تصاعد الهجمات الحوثية في المنطقة.

والطياران تم إنقاذهما على قيد الحياة، مع إصابة أحدهما بجروح طفيفة، ويأتي هذا الحادث في وقت يستمر فيه الحوثيون المدعومون من إيران في استهداف الشحن البحري، على الرغم من وجود دوريات عسكرية أمريكية وأوروبية في الممر المائي الاستراتيجي.

فشل عملياتي

وصرحت القيادة المركزية الأمريكية “سنتكوم” بأن الطائرة المقاتلة F/A-18 سوبر هورنيت، وهي مقاتلة متعددة المهام ذات مقعدين، كانت قد أقلعت من حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان عندما أصابتها نيران صادرة عن المدمرة الحربية يو إس إس جيتيسبيرغ، التي تُعد جزءًا من مجموعة المعركة ذاتها، وأوضحت القيادة أن الحادث وقع أثناء تنفيذ المجموعة عملياتها في البحر الأحمر. وأعلنت أن تحقيقًا شاملًا يجري لتحديد الأسباب وراء فشل السفينة الحربية في التعرف على الطائرة كجزء من قواتها.

ومنذ وصول حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان إلى المنطقة، كثّفت القوات الأمريكية ضرباتها الجوية ضد أهداف الحوثيين في اليمن. واستهدفت الهجمات الأخيرة منشآت عسكرية ومنصات لإطلاق الصواريخ، مع تأكيد القيادة المركزية أن الضربات تهدف إلى حماية الملاحة الدولية وضمان استقرار المنطقة.

وفي صنعاء، العاصمة التي يسيطر عليها الحوثيون، استهدفت الغارات الجوية مواقع يُعتقد أنها تحتوي على منشآت عسكرية استراتيجية. وأفادت وسائل الإعلام الحوثية بوقوع أضرار كبيرة في صنعاء والمناطق المحيطة بمدينة الحديدة، دون تقديم تفاصيل دقيقة حول حجم الخسائر.

تداعيات الإسقاط

وأفادت القيادة المركزية بأن السفن والطائرات الأمريكية في المنطقة سبق وأن أسقطت صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون. ولفتت إلى أن القرارات السريعة التي تتخذها الطواقم تحت الضغط قد تُسهم أحيانًا في وقوع مثل هذه الحوادث.

الحوثيون، من جهتهم، كثّفوا هجماتهم على السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023. وزعموا أن هذه الهجمات تأتي ردًا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، لكن طبيعة الأهداف تشير إلى عشوائية واضحة، حيث تعرضت سفن ليس لها صلة مباشرة بالصراع، بما في ذلك سفن متجهة إلى إيران.

ومنذ بدء الحرب بين “إسرائيل” و”حماس”، استهدف الحوثيون أكثر من 100 سفينة بصواريخ وطائرات مسيرة، مما أسفر عن إغراق سفينتين وقتل أربعة بحارة. كما استولوا على سفينة تجارية في واحدة من أكثر الحملات عدوانية في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، شن الحوثيون هجمات صاروخية على “إسرائيل” نفسها، ما دفع الأخيرة إلى تنفيذ غارات جوية ضد أهداف في اليمن، لتتسع دائرة التصعيد في المنطقة.

وبينما يواصل الجيش الأمريكي تحقيقاته في الحادث، يُلقي هذا التطور الضوء على التحديات الأمنية المتزايدة في البحر الأحمر. ومع استمرار التوترات، يبرز سؤال مهم: هل ستنجح هذه الإجراءات في كبح تهديدات الحوثيين وضمان استقرار الملاحة الدولية؟

close