تحدت أسعار الذهب ضغوط ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية وتلميحات بيان الفائدة الصادر، في وقت سابق من الأسبوع، من قبل الاحتياطي الفيدرالي المائلة للبطء في خفض الفائدة
وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية المتزايدة، يعتبر الذهب أحد الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات عدم اليقين، وفقًا لصحيفة كيتكو المتخصة في أسعار المعدن النفيس، وخلال السنوات الأخيرة، شهدت الأسواق العالمية تقلبات كبيرة، وخاصة فيما يتعلق بعائدات سندات الخزانة الأمريكية وتلميحات الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسات النقدية.
السياق الاقتصادي الحالي
شهدت الأسواق المالية تقلبات كبيرة بفعل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتتالية.
في هذا السياق، ولكن ظل الذهب وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن حماية أصولهم من تقلبات الأسواق. ومع ذلك، فإن ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية والتلميحات التي تشير إلى التريث في خفض الفائدة في 2025، من قبل الاحتياطي الفيدرالي تخلق ضغوطًا على أسعار الذهب.
آراء الخبراء
وفقًا لجيمس بولسون، المحلل المالي والكاتب في مجلة إنفستنج دوت كوم، فإن ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية قد يؤدي تقليديًا إلى تقليل جاذبية الذهب كاستثمار. حيث يقول: “مع ارتفاع عائدات السندات، يتجه المستثمرون إلى الاستثمارات الأخرى التي تدر عائدًا أعلى، مما يضغط على أسعار الذهب”، ولكن إقبال البنوك المركزية حول العالم على صفقات الذهب يساعد الأسعار في مقاومة الضغوط الهبوطية.
وتعتقد ليزا روبنسون، المحللة الاقتصادية والمحررة في مجلة “الاقتصاد العالمي”، أنه “على الرغم من ارتفاع عائدات السندات، إلا أن الذهب يظل ملاذًا آمنًا في أوقات الأزمات، كما أن الاستثمار في الذهب يعزز من تنوع المحافظ المالية ويساعد في التحوط ضد التقلبات السوقية.”
تلميحات الاحتياطي الفيدرالي
كشف الاحتياطي الفيدرالي تلميحات متعددة تشير إلى توقعات بتباطؤ خفض الفائدة، لمراعاة ظروف سوق العمل وتجنب سقوط الاقتصاد الأمريكي في الركود، وأشار مايكل ويلسون، المحلل المالي والمحرر في صحيفة فاينانشيال تايمز إلى أن “تلميحات بيان الفائدة الأخير من قبل الفيدرالي بشأن بطء خفض الفائدة قد تدفع المستثمرين للبحث عن استثمارات بديلة لحماية أصولهم من التضخم والتقلبات الاقتصادية وأشاف: “في هذا السياق، يظل الذهب خيارًا جذابًا.”
تأثير هذه الأحداث على سعر الذهب
إن تفاعل أسعار الذهب مع ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية وتلميحات الاحتياطي الفيدرالي يشير إلى تعقيدات السوق المالية الحالية. بينما يمكن أن تؤدي عائدات السندات المرتفعة إلى تراجع الطلب على الذهب، فإن تلميحات الفيدرالي المائلة للبطء في خفض الفائدة قد تعزز من جاذبية الذهب كاستثمار آمن.
وانخفضت أسعار الذهب بنسبة 5% خلال الربع الأخير من العام الحالي، ولكنها تظل بشكل عام مرتفعة بنسبة 10% على مدار العام، وسجل المعدن الثمين 262 دولارًا للأوقية في تعاملات اليوم الجمعة، وهذا يعكس التباين في رد فعل واستجابة المستثمرين للعوامل المختلفة المؤثرة على السوق.
التوقعات المستقبلية
يتوقع الخبراء أن يستمر الذهب في مواجهة التحديات المرتبطة بارتفاع عائدات السندات والسياسات النقدية للفيدرالي. في ظل استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية، يظل الذهب وجهة آمنة للاستثمار. ليزا روبنسون تشير إلى أن “التوقعات على المدى الطويل تشير إلى أن الذهب سيظل يحافظ على مكانته كملاذ استثماري آمن، خاصة في أوقات الأزمات.”
ويظل الذهب قادرًا على تحدي ضغوط ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية وتلميحات الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسات النقدية. في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا يحمي أصول المستثمرين من التقلبات والاضطرابات الاقتصادية.