أكد الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية أن الشريعة الإسلامية لا تحتاج إلى رؤية من أجل نشرها، مشيرا إلى أنها انتشرت في السابق من خلال سلوك المسلمين.
وقال عياد في مداخلة مع برنامج “أصحاب الرسالة” المذاع على قناة “الحدث اليوم”: “الشريعة الإسلامية لا تحتاج إلى رؤية لنشرها إذا خلصت النوايا لأنها شريعة سمحة، وانتشرت بين الدول من خلال بعض التجار والصوفيين والتعامل الأمثل الذي فرض نفسه على هذه البيئات وانتهت إلى أن هذه الشريعة جديرة بالقبول لأن فيها التنوع الديني والثقافي والعلمي”.
وأضاف: “نحن الآن أمام أزمة نتيجة بعض السلوكيات الغريبة والأفكار الخاطئة التي أدت إلى ظلم الإسلام وظلم المسلمين، إما عن ظلم الإسلام لأنها عرضت للإسلام بخلاف ما هو عليه وعن ظلم المسلمين لأن هناك تيار انتسب إلى هذا الدين، وصدرت عنه بعض الآراء التي أفزعت الكثير من دول العالم من هذه الشريعة ووجدنا دعوات لمواجهة الإسلام وظهر مصطلح الاسلاموفوبيا والذي يحاول أن يخوف الناس من الإسلام”.
وتابع: “الإسلام في عرضه ومضامينه ينبغي الاستفادة من الوسائل الموجودة حاليا بالإضافة للتكاتف والتعاون بين المؤسسات ثم ضرورة العمل في إرسال القوافل الدعوية التي تجوب العالم تعريفا بهذا الدين، والعمل على إظهار النموذج العملي الذي عايشه النبي صلي الله عليه وسلم وقام بتطبيقه ثم الخلفاء من بعده ثم من بعد الخلفاء من أسند إليهم أمر الدولة الإسلامية، خصوصا أنه لا يخلو عصر من عصور الأمة إلا وجدنا حكام وأمراء وسلاطين كان لديهم الرغبة في قبول الآخر والمحافظة عليه والدعوة لاحترامه”.
وواصل: “يكفينا أن نشير إلى الفقيه المصري الإمام الليث أبن سعد وفتاويه التي أرخت وأصلت لفكر التعايش والتعاون بين المسلمين وغيرهم، ولا أظن أن ذلك بعيد عن مضامين الشريعة الإسلامية، وبالتالي الشريعة الإسلامية كما قيل عنها قضية ناجحة ولكنها في يد محام فاشل”.
واختتم: “نسأل الله أن يتحقق هذا وما أكثر العلماء والأدوات التي يمكن أن نعول عليها في بسط الشريعة والتعريف بأحكامها، إما من خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة وإما من خلال المؤسسات الدينية أو البحثية وقبل ذلك من خلال السلوك الحقيقي الذي يقوم بفرض نفسه على الناس وتعريفهم بهذه الشريعة”.