أنهى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة، معاناة “أربعينية” مع تكون الجلطات المتكرر في الأطراف السفلية، نتيجة إصابتها بمرض يسمى بمتلازمة “May-Thurner”، وتفاقمت حالتها مع تدخل طبي غير دقيق في مستشفى آخر.
ذكر ذلك د. هيثم البشري استشاري جراحة الأوعية الدموية، رئيس الفريق الطبي المعالج.
وقال د. البشرى الحاصل على الزمالة الأميركية: إن المراجعة قدمت إلى المستشفى بعد محاولات علاج كثيرة لم يُكتب لها النجاح، وفي إحداها تمت زراعة فلتر في الوريد الأجوف السفلي؛ لكن الفلتر تحرك من مكانه؛ الأمر الذي زاد من تعقيد حالتها، واعتذر الأطباء في عدة مستشفيات عن علاجها.
وأضاف د. البشرى أن المراجِعة فور وصولها إلى مستشفى الدكتور سليمان الحبيب، خضعت لحزمة من الفحوصات الدقيقة، أبرزها تحاليل الدم والتصوير بالموجات الصوتية والتصوير الوريدي باستخدام الأشعة السينية، وأظهرت نتائج هذه الفحوصات، وجود جلطات بالأطراف السفلية، إضافة إلى أن الفلتر تحرك من مكانة للأسفل، وخرج من الوريد الأجوف السفلي، وانغمس في جدار الوريد الخارجي، وبعد دراسة الحالة وضع الفريق الطبي خطة علاجية، وأجريت لها عملية تم فيها أولًا إزالة الفلتر عبر تقنية القسطرة دون جراحة، ثم فتح الوريدين الأيسر والأيمن، وتركيب دعامتين في الأيسر للتخلص بشكل كلي من الضغط الذي يسبب الجلطات، ومضى التدخل الطبي دون أي مضاعفات، وانتهى ولله الحمد بالنجاح التام.
وأوضح رئيس الفريق الطبي، أن متلازمة May-Thurner، من الحالات النادرة لكنها أكثر شيوعًا وسط النساء، وتنتج عن ضيق خلقي في الوريد الحرقفي الأيسر، يسبب نقص تدفق الدم ويؤدي إلى تكوّن الجلطات في الأوردة العميقة للساق اليسرى، وتكمن خطورة جلطات الأوردة بالساق في احتمال انتقال جزء منها لشرايين الرئة؛ مضيفًا أن التعامل مع هذه الحالة يتطلب فريقًا طبيًّا متمرسًا، ومستشفى مجهزًا بالإمكانيات اللازمة للتعامل مع أي مضاعفات قد تطرأ خلال العلاج.
وأكد أن الحالة الصحية للمراجعة تحسنت باضطراد بعد التدخل الطبي، وغادرت المستشفى بعد 48 ساعة إلى منزلها مشيًا على قدميها، ولاحقًا تخلصت من الآلام الحادة والتقلصات وانتفاخ الساق وغيرها من الأعراض التي عانت منها لسنوات.