تعيش خمس مناطق على الأقل في السودان تحت وطأة المجاعة المتفشية بسبب الصراع المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفقاً لتقرير صادر عن لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي والمدعوم من الأمم المتحدة. حيث حذر التقرير من توسع رقعة المجاعة لتشمل أجزاء أوسع من إقليم دارفور بحلول مايو 2025.
وأكد التقرير أن المجاعة التي أُعلن عنها في أغسطس 2024 في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، استمرت لتشمل مخيمي السلام وأبو شوك بالإضافة إلى منطقة جبال النوبة الغربية خلال الفترة الممتدة من أكتوبر إلى نوفمبر 2024، ويواجه حالياً نحو 638 ألف شخص أوضاعاً كارثية في هذه المخيمات، وسط ظروف إنسانية متدهورة بشكل غير مسبوق.
وقد أدى اندلاع الصراع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص داخل البلاد وخارجها، وقد تسبب هذا الصراع في تدهور واسع النطاق للأوضاع الإنسانية، مما جعل الملايين يواجهون مستويات غير مسبوقة من انعدام الأمن الغذائي.
وبحسب التقرير، فإن الوضع الغذائي في السودان أسوأ بكثير مما كان متوقعاً سابقاً. في الفترة بين ديسمبر 2024 ومايو 2025، يُتوقع أن يعاني حوالي 24.6 مليون شخص من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وهو ما يصنف في المرحلة الثالثة أو أعلى وفقاً لنظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وتمثل هذه الأزمة تهديداً إنسانياً كبيراً مع استمرار الصراع، مما يضع السودان في مواجهة كارثة غير مسبوقة تتطلب استجابة عاجلة وشاملة من المجتمع الدولي.
