الديناصورات عاشت على أراضي السعودية قبل نحو 72 مليون سنة وتحديدًا في منطقة نيوم الحالية

الديناصورات عاشت على أراضي السعودية قبل نحو 72 مليون سنة وتحديدًا في منطقة نيوم الحالية

في حلقة حملت عنوان “آثار السعودية في الصورة”، كشف عالم الآثار الدكتور علي الغبان، الذي أمضى أكثر من خمسين عامًا في دراسة تاريخ وآثار السعودية، عن مجموعة من الاكتشافات الأثرية المثيرة، التي تؤكد الدور التاريخي العريق للجزيرة العربية، بوصفها مهدًا للحضارات الإنسانية، وأرض الأنبياء.

أقدم عظام بشرية وأصل العرب

وأكد الدكتور الغبان أن السعودية تحتضن أقدم بقايا بشرية تم العثور عليها، وهي “عقلة أصبع”، عُثر عليها في منطقة تيماء شمال السعودية، ويبلغ عمرها نحو 90 ألف سنة.

وأوضح أن الأدلة الأثرية تشير إلى أن الجزيرة العربية كانت الموطن الأول للإنسان، مستشهدًا بموقع “الشويحيطية” شمال الجوف، الذي يضم مستوطنات وأدوات حجرية تعود إلى العصر الحجري القديم قبل مليون و300 ألف سنة.

وفيما يتعلق بالروايات الشائعة حول “أصل العرب من اليمن” نفى الغبان صحتها تمامًا، مؤكدًا أنها تفتقر إلى الأدلة التاريخية والعلمية، وليس لها مستند تاريخي وعلمي، واصفًا إياها بأنها “آراء ظهرت في القرن الثاني الهجري”، ونشأت نتيجة خلافات سياسية وصراعات على الحكم.

البدع “نيوم حاليًا”: أرض الأنبياء

وأشار الدكتور الغبان إلى أهمية منطقة البدع، المعروفة اليوم بنيوم، معتبرًا إياها “أرض الأنبياء”، وقال: “أنا على قناعة تامة بأن البدع كانت موطنًا للنبي شعيب عليه السلام، كما عاش فيها النبي موسى عليه السلام فترة. وإضافة إلى ذلك، وصل النبي محمد ﷺ إلى تبوك، التي تعد جزءًا من هذه الأرض المباركة”.

الديناصورات وغابات الجزيرة العربية

وتحدَّث الغبان عن حقبة ما قبل التصحر، وأوضح أن الجزيرة العربية كانت يومًا ما غابات غنية، وبحيرات عذبة، وأنهارًا متدفقة. وكشف أن الديناصورات عاشت على أراضي السعودية قبل نحو 72 مليون سنة، وتحديدًا في منطقة نيوم الحالية.

وأضاف بأن هيئة التراث أطلقت مشروعًا بحثيًّا ضخمًا تحت عنوان “الجزيرة العربية الخضراء”؛ لدراسة المناخ القديم وتغيراته على مَرّ العصور.

وأبان أن المشروع أثمر اكتشاف بقايا بحيرات وأنهار قديمة؛ ما يعكس تاريخ الجزيرة العربية قبل التحولات المناخية الكبرى.

تاريخ الكعبة ودور جزيرة فرسان

وعن تاريخ الكعبة أوضح الغبان أن آخر إعادة بناء لها تعود إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد، مشيرًا إلى أن عمرها الأصلي ما زال غير محدد.

كما ألقى الضوء على جزيرة فرسان، التي وصفها بأنها حلقة وصل تاريخية بين السعودية والعالم؛ إذ تضم آثارًا من الحضارات الرومانية واليونانية والإسلامية، إلى جانب عشرات المواقع الأثرية المهمة.

رؤية المستقبل

وتوقَّع الدكتور الغبان أن الجزيرة العربية ستشهد في المستقبل عودة غاباتها وأنهارها، وقال: “نعيش الآن فترة التصحر الأخيرة، ومع مرور الزمن ستعود الجزيرة إلى طبيعتها الخضراء كما كانت”.

واختتم “الغبان” حديثه بتأكيد أن المملكة العربية السعودية، بأراضيها الزاخرة بالاكتشافات، تواصل تعزيز مكانتها بوصفها إحدى أهم المناطق في تاريخ الإنسانية؛ ما يجعلها شاهدة على محطات محورية من مسيرة البشرية.

close